صماء تتعلم النطق
صماء تتعلم النطق
على الرغم من أن هيلين لا تسمع أو تنطق فإنها كانت تتمنى بشدة أن تتكلم كما كانت في عامها الأول، وازداد إصرارها على تحقيق أمنياتها في التحدث إلى الغير دون أبجدية الأيدي، حيث في عام١٨٩٠ تعرفت إلى معلمة الكلام “مس لامسون” التي كانت مديرة مدرسة للصم وتعلَّمت الكلام بطريقة تختلف عن كلامنا المنطوق، وملخَّص هذه الطريقة “كانت المعلمة تمرِّر يد هيلين بخفة على وجهها وتجعلها تحس وضع لسانها وشفتيها كلما أصدرت المعلمة صوتًا تجعلها تتحسَّس وضع شفتيها عند النطق”، وراحت هيلين تحاول بكل شغف تقليد ذلك، حيث استطاعت في ساعة واحدة أن تتعلم ستة أصوات، وظلت تتدرَّب على الحديث الشفهي ليلًا ونهارًا من أجل التعوُّد على النطق بطريقة صحيحة، تدرَّبت وتدرَّبت وأخيرًا تمكَّنت هيلين من التعبير الصوتي بالحديث إلى جانب التعبير الحركي بأبجدية اليد، وأخيرًا أصبحت قادرة على أن تتواصل مع أفراد أسرتها ويتواصلون معها بطريقة لمس الشفاه، ومن ثم توقَّفت عن أبجدية الأيدي لأن الطريقة الجديدة أصبحت أسهل وأسرع في التواصل مع الآخرين، وكانت تلك نقطة تحوُّل فارقة في حياة هيلين، والأساس الذي قام عليه كثير من إنجازاتها فيما بعد.
الفكرة من كتاب قصة حياتي العجيبة
“قصة حياتي العجيبة” اسم على مسمى، تتناول سيرة حياة واحدة من أبرز الشخصيات والرموز الإنسانية في القرن التاسع عشر، لُقِّبَت بالمعجزة الإنسانية نظرًا إلى الظروف التي تغلَّبت عليها.. سيرة قلَّ أن نجد لها نظيرًا في زمنها أو زمننا، شخصية سيظل التاريخ يذكرها باعتبارها أول أديبة كفيفة حصلت على الليسانس، وأول شخص أصم وأبكم يتلقَّى تعليمًا كاملًا حتى المرحلة الجامعية.
كيف لفتاة حُرِمَت من نعمة السمع والبصر أن تصبح محط أنظار العالم، وتتابع الصحف العالمية والعربية أخبار تعليمها بشغف؟ هذا ما تحكيه هيلين في قصتها العجيبة التي ألهمت الكثيرين، وما زالت.
مؤلف كتاب قصة حياتي العجيبة
هيلين كيلر (١٨٨٠- ١٩٦٨) أديبة وكاتبة ومحاضرة أمريكية، وناشطة اجتماعية بارزة من المدافعين عن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، مُنِحَت وسام الحرية الرئاسي، قال عنها مارك توين: “إن أعظم شخصيتين في القرن التاسع عشر هما نابليون بونابرت وهيلين كيلر”، لها أكثر من ثمانية عشر كتابًا، تُرجِمت مؤلفاتها إلى عدة لغات، ومن أشهر مؤلفاتها:
“The world l live in”
“My Religion”
“The open door”
” Light in my darkness”
معلومات عن المترجم:
محمد وهدان غريب: قاص ومترجم مصري حاصل على بكالوريوس العلوم الزراعية، ومن ترجماته: “موجز تاريخ العلم والحضارة في الصين”، و”صور أفريقية”.