صلاتي في رمضان الأخير
صلاتي في رمضان الأخير
افتراض أن رمضان القادم هو رمضان الأخير أمر واقعي للغاية، بل هو أمر نبوي أيضًا، إذ تستحيل العودة بعد الموت، وكل الذين يموتون يتمَنَّون العودة؛ إما مسيئًا فيتوب، وأما مُحسنًا فيستزيد، وهذه ليست نظرة تشاؤمية، لكن نظرة دافعة إلى العمل والتضحية والعطاء.
وعن ابن عمر (رضي الله عنهما) أن رسول الله ﷺ قال: “صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة”، وليس هذا فحسب فقد توعد النبي ﷺ من ترك صلاة المسجد، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) أن رسول الله ﷺ قال: “لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا..”.
ولو أخذ الفرد في الاعتبار أن هذا هو رمضانه الأخير، لم يفوِّت أي فريضة فرضها الله، بل ويخشع في صلاته تمام الخشوع، بل ويستمتع بها، فقال رسول الله ﷺ: “وجُعِلَت قرة عيني في الصلاة”، ومن أجمل الوسائل للوصول إلى هذا الخشوع، هو زرع حب الله في القلب، والإنسان يسعد بلقاء من يحب، وتصبح الصلاة موعد اللقاء والله هو المحبوب، يقبل عليه بكل جوارحه، وعند انتهاء اللقاء يقبل عليه بكل جوارحه.
والصلاة فرصة للدعاء المستجاب، وكان رسول الله ﷺ يُكثِر من الدعاء في مواطن عديدة كالاستفتاح، ويكثر كذلك من الذكر في الركوع والدعاء في السجود لأن العبد يكون هنا أكثر ذلة لله، وينهي الركعة بما فيها من تعظيم لله، لتنتهي بطلب العبد من الله حاجته.
الفكرة من كتاب رمضان الأخير
يحاول الكاتب هنا تعليم القارئ كيف لا يجعل رمضانه القادم كأيِّ رمضان سابق، كيف يكون رمضان إذن بلا تذوُّق لذة القيام وحلاوة تلاوة القرآن وكثير من العبادات، وماذا لو كان رمضان القادم هو رمضانك الأخير؟!
مؤلف كتاب رمضان الأخير
راغب السرجاني: كاتب مصري، وُلِدَ عام 1964، وتخرج في كلية الطب جامعة القاهرة، ثم نال الماجستير والدكتوراه، وأصبح أستاذًا بالكلية ذاتها، وأصبح باحثًا ومفكرًا إسلاميًّا، وصدر له واحد وأربعون كتابًا تقريبًا في التاريخ والفكر الإسلامي، ومنها: “أسوة للعالمين” و”الرحمة في حياة الرسول” و”الشيعة.. نضال أم ضلال؟” و”أمة لن تموت”.