صفة الحجاب الشرعي
صفة الحجاب الشرعي
وردت نصوص لباس المرأة وزينتها في القرآن في آيتين الأولى من سورة الأحزاب: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ﴾. والجلباب هو ما ترتديه المرأة فوق ثيابها لتخرج به فيستر جميع بدنها، وهو الإزار أو القميص أو الرداء أو الملحفة، وكان في عهد النبي أقرب إلى الإزار الذي تلتحف به المرأة، ويخلص الكاتب إلى أنه ثوب واسع تستر به المرأة جميع بدنها فضفاض لا يصف ولا يشف.
والآية الثانية من سورة النور: ﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ﴾، ويقول تعالى: ﴿وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ﴾. والخمار هو غطاء الرأس، وأما الجيب فهو العنق والنحر والقفا والكتف، فيكون غطاء الرأس شاملًا هذا جميعه.
ويزيد بعد ذلك عدم إظهار الزينة كما في الآية وإن كان الضرب بالقدم منهيًّا عنه حتى لا يتخيَّل الناس الزينة المخفية، فالأولى ألا يكون هناك زينة ظاهرة من الأساس، وألا يكون الثوب زينة في نفسه لافتًا الأنظار، والراجح لدى العلماء في قوله “إلا ما ظهر منها” هو الوجه والكفين، أما القدمان فيأخذ بوجوب تغطيتهما لحديث النبي: “يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح لها أن يرى منها إلا هذا وهذا وأشار إلى وجهه وكفيه”.
ويأخذ المؤلف بالقول إن النقاب فضيلة وليس واجبًا وَفقًا للقاعدة الأصولية التي تنصُّ على أن “ما تعم به البلوى لا يجوز خفاء حكمه”، فإذا كان النقاب واجبًا لكان هناك نص صريح وقاطع في ذلك، ولم تكن الشريعة لتترك فيه مجالًا للخلاف والقيل والقال، غير أنه فضيلة ومن فعل أمهات المؤمنين، فمن أرادت الاقتداء بهن فأحسنت ولها الأجر.
ويقول تعالى: ﴿وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ﴾، وتبرُّج الجاهلية الأولى أن النساء كنَّ يلقين بالخمار على رؤوسهن ويتركنه منسدلًا فيظهر العنق والنحر والضفائر والحلي، وكان لهن تغنُّج في مشيتهنَّ وتكسُّر، فنهى الإسلام عن ذلك كله، والمخزي أن تبرُّج هذه الأيام قد فاق تبرُّج الجاهلية الأولى بمراحل!
الفكرة من كتاب سيماء المرأة في الإسلام
في ظل كثرة الدعاوى الموجهة للمرأة وتضاربها ينطلق المؤلف في دراسة تتناول المرأة في الإسلام من وجهين: من حيث كونها نفسًا إنسانية مكتملة، ومن ناحية الصورة أو الهيئة ودلالات تلك الهيئة في الشريعة، معلنًا أن منهجه في كتابه الانطلاق من آيات القرآن وفهم خطاب الله (عز وجل)، وصحيح الأحاديث فقط. والسيماء تعني العلامة أو الرمز الدال على معنى مقصود.
مؤلف كتاب سيماء المرأة في الإسلام
فريد الأنصاري (1960- 2009): عالم دين وأديب مغربي، حاصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية تخصص أصول الفقه، كان عضو المجلس العلمي الأعلى بالمغرب، وعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية، ومؤسس موقع “الفطرية”، وهو موقع دعوي يسعى إلى إعادة الاعتبار لمركزية القرآن الكريم واعتماد منهجيته في الدعوة والتربية.
ومن أبرز مؤلفاته:
جمالية الدين.
بلاغ الرسالة القرآنية.
مجالس القرآن من التلقي إلى البلاغ.
أبجديات البحث في العلوم الشرعية.