صغر السنّ واضطراب فرط الحركة
صغر السنّ واضطراب فرط الحركة
توجد توصيات مهمة لطبّ الأطفال من الأكاديمية الأمريكية، ورد فيها ما يلي:
ضرورة قصر المشاهد الرقمية والترفيهيّة اليومية من ساعة إلى ساعتين إجمالًا.
وعدم السماح بوجود تلفاز أو أي جهاز متصل بالإنترنت في غرف نوم الأطفال، حتى لا يصعب أمر مراقبتهم وحتى لا تتأثر مستوياتهم الدراسيّة.
ومراقبة وسائل الإعلام التي يهتم بها الأطفال ويطالعونها باستمرار.
ووضع خطة أسرية منضبطة.
فعلى أولياء الأمور الاهتمام ببيئة العالم الرقمي كالاهتمام بالبيئة الواقعيّة وتعليم الأطفال القيم والحدود، لأن الطفل يحتاج إلى محاكاة الواقع ووجود أبويه حوله باستمرار، وقد يُسهم تخصيص وقت للتحدث مع طفلك في تطوّر لغته وتحسين مستواه الدراسيّ ومهاراته التفاعليّة.
وهذه النصائح السابقة لا بد أن تُضَاعَف لدى عدة فئات، وهم الأطفال الذين يواجهون مشكلات من نوع خاص، مثل: الأطفال الصغار جدًّا ما دون السنتين، والأطفال المصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط(ADHD)، والأطفال المصابين بطيف التوحد(ASD).
فالتطور الرقمي قد يضر تطورهم اللغوي والإدراكي ومهاراتهم في التركيز، وخصوصًا أن أطفال فرط الحركة مثلًا ينجذبون نحو الاندفاع والتهوّر وعمل سلوكيات عشوائيّة تشبع رغباتهم، فكل هذا من الضروري تقويمه.
وقد نرى أيضًا أن المشاهدة الرقمية جاذبة جدًّا لهذا النوع من الأطفال، وذلك لأن الاضطراب الذي لديهم يجعلهم يواجهون بعض الصعوبات في تنفيذ المهام أو التركيز أو السيطرة، مما يؤدي بهم إلى الانجذاب نحو الأشياء الأكثر صخبًا وضوضاء، مثل ألعاب الفيديو التي تثير كل حواسهم وتتطلب تفاعلًا فوريًّا ويرتفع فيها الدوبامين عند كل مستوًى، ولا تتطلب الكتابة، وبما أنهم يعانون من عدم التقبّل في المجتمع الواقعي، فهم يعتقدون بأنه من السهل الحصول على النجاح والقبول في المجتمع الرقميّ.
وعلى العموم، يجب أن تعلموا أنه لا شيء يضاهي محاكاة الطفل لأرض الواقع والقراءة واللعب والتفاعل، فالمخ البشري ينمو ويتضاعف ثلاث مرات خلال أول عامين للطفل، ولهذا يجب الاهتمام بالوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشات، والحرص على جودة المحتوى المطروح أمامه.
الفكرة من كتاب أطفال العصر الرقمي.. كيفية التوازن في المشاهدة الرقمية وبيان دواعي أهميتها.
كثيرًا ما تدور مشكلاتنا في الوقت الحالي حول التكنولوجيا والإفراط في استخدام الإنترنت، إذ أصبحنا نستمع في كلّ مكان إلى عبارات من قبيل: “ابني لايترك جهازه من يده” و”ابنتي لا ترغب في الجلوس معنا“، وهذه كلّها عبارات بدهيّة في ظلّ تفجّر التقنية الذي أصبح يهدد سلامة أطفالنا، بل ويصيبهم بكثير من العوائق والمشتتات!
وفي هذا الكتاب سوف نعرف المشكلة وحلّها وكيفيّة تجنّبها.
مؤلف كتاب أطفال العصر الرقمي.. كيفية التوازن في المشاهدة الرقمية وبيان دواعي أهميتها.
مارتن إل كوتشر: أستاذ سريري مساعد في طبّ الأطفال، وقد أولى اهتمامًا كبيرًا لاضطرابات الأعصاب المتنوعة والتشنّجات اللا إراديّة، ومن ضمن مؤلفاته: كتاب “تنظيم الطفل غير المنظم”، وكتاب “اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه“.
معلومات عن المترجم:
حسام الشرقاوي: ترجم عديدًا من الأعمال، من أبرزها: كتاب “دليل الأفراد مفرطي الحساسية”، وكتاب “صولات على البساط الكروي”.