صعوبات التعلم بين تصورين
صعوبات التعلم بين تصورين
من المهم جدًّا في البداية التنويه على أن من يرجعون صعوبات التعلم إلى سبب واحد ويكتفون بنظرية واحدة لديهم بلا شك قصور في النظرة التحليلية لمفهوم صعوبات التعلم، وهذا القصور يتعدَّى ضرره مجرد تجاهل الاتجاهات التفسيرية الأخرى إلى تجاهل الاتجاهات التشخيصية وتكوين رؤية كاملة عن العلاج المناسب لحالة الطفل المصاب.
ويرجِع العلماء معظم صعوبات التعلم إلى تصورين رئيسين ينبثق منهما كل النظريات التفسيرية المتخصصة وهما: التصور النيورولوجي والتصور السلوكي، التصور النيورولوجي العصبي يفسر جميع صعوبات التعلم على أساس إصابة للمخ خلقية كانت أم مكتسبة نتج عنها عدم التوازن بين نصفي المخ واضطراب بالتفاعلات البيوكيميائية أثرت بطريقة ما في الإشارات العصبية فخلقت نوعًا من الخلل على مستوى حواس النظر والسمع، وخللًا على مستوى الحركة سواء حركة الأطراف أو حركة عضلات اللسان، أو خللًا على المستوى الفكري الإدراكي، ومن ثم نتج عن هذا طفل متأخر في التعليم نسبيًّا عن بقية زملائه.
في التصور السلوكي ركزوا على متابعة الأطفال سلوكيًّا لفترة فوجدوا قصورًا فى مقدار انتباه وتركيز الأطفال بالمقارنة مع أقرانهم في الفصل الدراسي، هذا التشتت الذهني أرجعه فريق إلى أساليب التحصيل الدراسي الخاطئة وعدم ملاءمة استخدام الوسائل التعليمية وما إلى ذلك، ومن ثم أثر ذلك في بعض الأطفال وظهر ذلك التأثير السلبي في مستواهم.
إذًا ما التصور الأكثر دقة في تفسير صعوبات التعلم؟ للأسف لا توجد إجابة حاسمة عن هذا السؤال، لأن كلًّا يفسر الأمر من وجهة نظره ودور المختصين بحالات الأطفال هو تجميع كل المعلومات التي سيتم استخدامها في مرحلة العلاج وبالتالي الوصول إلى أكبر فائدة ممكنة.
الفكرة من كتاب صعوبات التعلم بين المهارات والاضطرابات
هل الطفل مسؤول عن التقصير الدراسي؟ أم أن هذا التقصير خارجٌ عن إرادته! يتناول الكاتب الإجابة عن هذا السؤال فيبيِّن مفهوم صعوبات التعلم وأبرز النظريات التي تفسر أسبابها، كما يعطي نبذة عن سلوكيات هؤلاء الأطفال وكيفية استخدام هذه السلوكيات في تشخيص صعوبات التعلم، ثم في النهاية يوضح قيمة الإرشاد الأسري وما يمكن أن يغيره في حياة الطفل وأهله.
مؤلف كتاب صعوبات التعلم بين المهارات والاضطرابات
الدكتور محمد النوبي محمد علي: أستاذ مساعد التربية الخاصة بكلية التربية جامعة الملك فيصل بالسعودية حاليًا، درَّس بوزارة التربية والتعليم بمصر، وعمل مدرسًا مساعدًا للصحة النفسية والتربية الخاصة بكلية التربية جامعة الأزهر، حصل على ليسانس الآداب والتربية 1993، وحصل على الماچستير والدكتوراه في التربية من قسم الصحة النفسية بكلية التربية جامعة الزقازيق.
من أشهر مؤلفاته: “الإعاقة السمعية دليل الآباء والأمهات”، و”اضطراب الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد”.