صراع داخلي

إن الأزواج في بداية حياتهم يتوقعون من شركائهم أن يحبوهم بطريقة مختلفة عن الشكل الذي كان ذووهم يحبونهم بها، فمن المفترض أن شركاء حياتهم سيُشبِعون حاجاتهم التي بقيت من دون إشباع منذ الطفولة، لذا فإن كل طرف يبحث عن إكمال الجزء الناقص من ذاته المفقودة، كأن الطفل المتألم الكامن في عمق الإنسان يستيقظ حينما يشعر بالأمان، ومن هنا يبدأ كلٌّ من الزوجين  بسلوكيات الجفاء وتتزايد بينهما الفجوة، ويقلُّ التواصل العاطفي بينهم، ويبدأ كل طرف بسؤال الآخر: لماذا تغيَّرت؟ 

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

ومن أحد أسباب هذا التحوُّل في العلاقة انكشاف بعض الخصال في كلٍّ منهما، فالمرأة التي كانت ترى أن زوجها الذي يميل إلى الهدوء والانطواء وتُحبُّ هذه الطبيعة الروحانية بدأت تشعر بالوحدة، كذلك الرجل الذي كان يشعر بالانتعاش بسبب زوجته الاجتماعية المندفعة سيبدأ الآن يشعر أنها ترتكب سلوكًا منتهكًا للخصوصية.

 إن كلًّا منَّا يبحث عمن يعوضه الأشياء التي افتقدها، ومن خلال اتصالنا بالطرف الآخر نشعر أننا اتصلنا بأجزاء خفيَّة من ذاتنا، في البداية يبدو هذا رائعًا وناجحًا، ولكن مع مرور الوقت يبدأ هذا بإثارة أحاسيس غريبة وغير ظاهرة، ولعلَّك فجأة تتمنى لو أن شريك حياتك كان أقلَّ مرحًا وحبًّا وإثارة، لأن هذه الصفات تنذر بإطلاق صفات مكبوتة بداخلك وهو أمر قد يؤدي إلى ظهور ذاتك الخفية، فبينما كان هذا الشريك يحميك بهذه الصفات في الماضي، فأنت الآن تقهره بنفس الطريقة التي قهرك بها والداك من قبل، أي أنك حينما تسعى لحماية وجودك تطمس حقيقة شريك حياتك، ثم تبدأ باكتشاف صفات سلبية مثل أن شريكك يكتئب أحيانًا أو أن طبيعته حادَّة أو أنه قليل المسؤولية، ومن هنا يتسلَّل إليك إحساس الفزع، وتشعر بأن شريكك سيتسبَّب لك في نفس الأذى الذي تعرَّضت له في طفولتك، لذا عندما يبدأ وهم الحب بالتلاشي تدريجيًّا فإن الأزواج إمَّا يثيرون المشاعر والسلوكيات المكبوتة بعضهم في بعض، أو يكرِّرون جراح الطفولة، أو يسقط بعضهم خصالهم السلبية الخاصَّة على البعض الآخر.

العاطفة والحب والاهتمام أشياء نحتاج إليها منذ طفولتنا، ولكن ماذا إذا كانت هذه الطفولة تحول ما بيننا وبين ما نحتاجه من عاطفة؟ يوضح هذا الكتاب مدى تأثُّرنا بمرحلة الطفولة وكيف نستطيع أن نداوي الجراح القديمة ونتقبَّلها حتى نستطيع اختيار شريك الحياة والتنعُّم بحياة زوجية مُستقرة.

هارفيل هندريكس: كاتب أمريكي ولد في 6 سبتمبر عام 1935، وهو مُدرج في صحيفة نيويورك تايمز الأكثر مبيعًا، ومتخصص في مجال علم النفس والعلاقات الأسرية، حيث إن مؤلفاته تهتم بجانب الدعم الأسري، من مؤلفاته: “جعل الزواج بسيطًا”، و”تلقِّي الحُب”.