صراعات الوالدين
صراعات الوالدين
على الأبناء معاونة والديهم في التعامل مع صراعاتهم اليومية في ما بينهم، وعليهم إدراك مدى آثارها السلبية في البيت بأكمله، لذا على الوالدين تعليم أبنائهم التعاون معهم في البيت ومسؤولياته وتخفيف الضغط عنهم، فمثلًا إذا وجدت ابنك مهملًا في الاعتناء بحيوانه الأليف لا توجِّه المشكلة في اتهامه بأنه لا يستحق الحصول على حيوان أليف، بل صِف له المشكلة الحقيقية دون تهديد أو غضب، مثال قطَّتك الخاصة تجوب طوال الوقت في البيت بصوت عالٍ ربما هي جائعة، وأعطِه معلوماتٍ واضحة طويلة المدى لأنه يتقبَّلها أكثر من الاتهامات، ويزيد ذلك من إدراك تبعات الأمور عليه ويفيده في ما بعد، فمثلًا لو ترك زجاجة الحليب خارج الثلاجة عليك إخباره بأن الحليب خارج الثلاجة بعد فترة يكون حامضًا، بدلًا من توجيه الاتهام إليه بالإهمال، والإيجاز في توجيهه أفضل من إطالة الكلام، وصِف مشاعرك بصدق له، واستخدم كلمتي “أنا وأشعر”، فمثلًا لو أن ابنك سحب كُم يدك بإزعاج فأخبره بشكل صريح أنك لا تحب أن يسحبك أحد من كُمك بهذا الشكل بدلًا من أن تقول له: “أنت مزعج؛ توقَّف عن تلك الحركة السخيفة”، وحين ينسون شيئًا ذكِّرهم بإيجاز واضح بدلًا من لومهم وإعطائهم دروسًا ومواعظ طويلة، واكتب لهم ملاحظات في البيت لمساعدتك مثل: “رتِّب ألعابك بعد انتهائك من اللعب”، وهكذا.
ولا تنسَ أن طريقة الكلام مع طفلك تفرق كثيرًا معه، وكذلك اختيار الكلمات المناسبة، فهناك بعض الآباء لا يستخدمون كلمات الرجاء واللطف لأبنائهم، كما أن هناك أطفالًا يحبون المزاح في الحديث، فلِمَ لا تضيفونه في حديثكم معهم، وفي النهاية كما تقول الكاتبة: “يسألنا الناس: (هل استعمال المهارات بشكل مناسب يجعل الأولاد يستجيبون دائمًا؟) وجوابنا هو: (نأمل ألا يكون الأمر كذلك، إذ إن الأولاد ليسوا روبوتات، وإلى جانب ذلك ليس هدفنا أن نضع سلسلة تكنولوجيات تحدِّد أساليب معينة في السلوك يستجيب لها الأولاد)، إن هدفنا أن نتكلم على الجانب الأفضل عند أولادنا”.
الفكرة من كتاب كيف تتحدَّث فيصغي الصغار إليك وتُصغي إليهم عندما يتحدثون؟
خاضت الكاتبتان فترة طويلة من حياتيهما سعيًا للتعلُّم ولإيجاد طريقة مناسبة للآباء كي تخبراهم ماذا عليهم فعله مع أبنائهم، وقد كان هذا التساؤل وما زال صعبًا على أي مُحاضر تربوي أو مُربٍّ أو أي مسؤول ومهتم بالتربية، فقد قضى بعض الآباء ورش عمل كثيرة مع الدكتور هايم جينوت، وهو اختصاصي علم نفس الطفل والوالدين، واكتسبوا مهارات متعدِّدة للتعامل مع أنفسهم وأبنائهم، لكن تظلُّ علاقة الوالدين مع أطفالهم فريدة من نوعها حتى لو تشابهت المشكلات والمميزات تظل مثل البصمة لكل واحد منهم أمر خاص به، ولم يكن ولن يكون هناك نصائح محدَّدة في التربية، بل ربما سنطلق عليها نوعًا من الإطار أو التوصيات والإشارات إلى الطرق السليمة نفسيًّا في التعامل مع طفلك، وهذا ما سيأخذنا إليه هذا الكتاب اليوم حول مساعدة أطفالك على التعامل مع مشاعرهم والعقاب وغيره.
مؤلف كتاب كيف تتحدَّث فيصغي الصغار إليك وتُصغي إليهم عندما يتحدثون؟
إديل فابر: تخرَّجت في كلية كوينز بدرجة البكالوريوس في المسرح والدراما، وحصلت على درجة الماجستير في التربية من جامعة نيويورك، كما عملت بالتدريس في المدارس الثانوية بمدينة نيويورك لمدة ثماني سنوات، وكانت فابر أيضًا عضوًا سابقًا في هيئة التدريس في المدرسة الجديدة للبحوث الاجتماعية في نيويورك ومعهد الحياة الأسرية بجامعة لونغ آيلاند.
ولها مؤلفات عديدة أخرى مثل: “أشقاء بلا تنافس: كيف تساعد أطفالك على العيش معًا حتى تتمكَّن من العيش أيضًا”.
إلين مازليش: مؤلفة أمريكية، ومعلمة للوالدين، كتبت عن مساعدة الآباء والمعلمين على التواصل بشكل أفضل مع الأطفال، حصلت على شهادة في فنون المسرح من جامعة نيويورك، قبل أن تقضي وقتًا كاملًا في تربية أطفالها الثلاثة، عملت بتدريس وتطوير برامج درامية للأطفال في منازل المستوطنات في مدينة نيويورك.
ولها عدة مؤلفات منها: “الآباء المتحرِّرون، الأطفال المحررون: دليلك لعائلة أكثر سعادة”.
وقد اشتركتا في تأليف: “كيف تتحدث حتى يتمكَّن الأطفال من التعلم”، و”كيف تكون الوالد الذي تريده دائمًا”.
معلومات عن المترجمة:
فاطمة عصام صبري: مُترجمة، وعملت بالمكتبة المركزية جامعة دمشق، وترجمت العديد من الكتب والمقالات، ومن هذه الكتب: “كتاب “رموز العلم المقدس” لمؤلفه روني غينون، و”أسرار حرف النون” لمؤلفه روني غينون، و”مهد الحضارة الغربية في الشرق الأوسط” لمؤلفه جورج سارتون.