صحتك سر جمالك
صحتك سر جمالك
وبعد أن اهتممنا بهيكل الجسم ثم بأعضائه، بقي لنا الاهتمام بالمظهر الخارجي لكي يتماشى الظاهر مع الباطن، وأكثر ما هو ظاهر من جسم الإنسان ويعتبر علامة من علامات الصحة هو الجلد، فالجلد يلعب أدوارًا عدة، فهو حائل بين الجراثيم والأعضاء الداخلية، ومنظم لدرجة حرارة الجسم، ومنفذ لخروج الماء عبره في صورة عَرَق حتى يتخلص الجسم من المواد الضارة ويتم ترطيب البشَرة، ومن أكثر مخاوف الناس تجاه الجلد هو تجعده، مع أن انحدار حالة الجلد شيء طبيعي بعد سن الثلاثين، ومما قد يعجل بتلك التجاعيد استخدام المساحيق ومزيلات العرق التي تكتم مسام الجلد وتعجل بموت البشرة، وعدم الاهتمام بالصحة النفسية وكثرة التجهم والهموم، والتعرض لأشعة الشمس لمدد طويلة، ما قد يؤدي في النهاية إلى الإصابة بسرطان الجلد.
وبعد الجلد يأتي الشعر لما يضفيه من جاذبية وسحر على ملامح الإنسان، وكلما كان شعر الإنسان براقًا نظيفًا زادت سعادته وتحسنت حالته النفسية، ولهذا ينبغي الحفاظ عليه بالزيوت والتنظيف والاهتمام المتكرر دون مبالغة في استعمال الدهانات والزيوت حتى لا تتأثر صحة الشعر ويتقصف أو يضعف ويتساقط، ويمكن إجمال مشكلات الشعر في ثلاث كلمات: التقصف والتساقط والقشرة، ويمكن التغلب على الأولى بتجنب العنف في أثناء تمشيطه أو استعمال كيماويات لفرده، أما الثانية فهي أمر شائع إذ إن عدد بصيلات الشعر يتناقص بدءًا من العقد الثالث ويفقد الإنسان الطبيعي من ستين إلى مئة شعرة في اليوم الواحد، وإن زادت عن ذلك وجبت استشارة الطبيب، أما الثالثة والأخيرة فهي أكثر المشكلات شيوعًا وحلها استخدام الشامبو المضاد للقشرة مع تغييره من حين لآخر.
وآخر سحر الوجه يكمن في الأسنان، التي وبالرغم من أهميتها لكل إنسان منا، قد وصل الإهمال إليها حتى إنك تجد عديدًا من الشباب يخلعون أضراسًا أكثر من أجدادنا في الماضي، والسبب الأساسي في ذلك انتشار السكريات والحَلْوَيَات في العصر الحالي، التي ما إن توجد بالفم حتى تتجه إليها الملايين من الميكروبات المسببة للتلوث، وهو ما كان يمكن تجنبه عن طريق تقليل النشويات والسكريات والحَلْوَيَات كبداية مع الإكثار من الفواكه والخضراوات، وإنهاء الوجبات بها لما لأليافها من دور في تنظيف الأسنان، وغسل الأسنان عقب كل وجبة، والحفاظ على زيارة دورية للطبيب مرة كل ستة أشهر للاطمئنان على سلامة الأسنان وإيقاف التسوس إن وُجِدَ في مراحله الأولى.
الفكرة من كتاب شبابك.. كيف تحافظ عليه؟
كلنا يشعر في مرحلة ما أن الشباب قد انتهى، ولكن ما يختلف من شخص لآخر ليس مظاهر الشيب وتدهور السمع وضعف البصر، بل ما يعتقده الشخص في نفسه، وهل ما يزال شابًّا أم إنه كبر على تلك الأفعال، فجزء كبير من معنى الشباب أن تكون قادرًا على الأعمال التي تريد القيام بها، لا أن تبدو شابًّا في الشكل فقط.
ومن هنا يأتي دور هذا الكتاب الذي يعرض طرائق للمحافظة على صحة الشباب التي تملكها، وطرائق للمحافظة على ما بقي منه إن بدأت آثار الشيخوخة بالظهور عليك بالفعل، كما يحسن كثيرًا من وجهة نظرك تجاه جسمك، ويوضح كيف تحافظ عليه وعلى أعضائك ومظهرك من خلال الطعام الذي تأكله والطريقة التي تفكر بها والعادات التي تمارسها.
مؤلف كتاب شبابك.. كيف تحافظ عليه؟
حسان شمسي باشا: طبيب سوري حاصل من جامعة دمشق على شهادة الدراسات العليا في الأمراض الباطنية عام 1978، حازت رسالته “اعتلال العضلة القلبية” على درجة الشرف الأولى، ثم سافر إلى بريطانيا للتخصص حيث مكث عشر سنوات، تخصص بأمراض القلب، وعمل باحثًا زميلًا في أمراض القلب في مستشفى جامعة مانشستر لثلاث سنوات، ذهب إلى المملكة العربية السعودية عام 1988 ليعمل استشاريًّا لأمراض القلب في مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بجدة، من مؤلفاته:
أسعد نفسك وأسعد الآخرين.
الضغط المرتفع.. الأسباب.. الأعراض.. العلاج.
هكذا كانوا يوم كنا.