صحة النقل
صحة النقل
ينبغي في تتبُّع صحة النقل ملاحظة قانون العادة في الصدق والكذب، أي ألا يكون الخبر كمثل قول الآباء: “عندما كنت في عمرك كنت الأول دائمًا”، فذلك مما لا يؤخذ بصدقه في العادة، وأيضًا كلما كان عدد ناقلي الخبر أكبر كان أوثق، مع مراعاة الاحتراز من إمكانية التواطؤ على الكذب من المجموعة.
وبين الأسطورة والتواتر تجد أنك لا تستطيع الوصول إلى رواية الأسطورة الأصلية ولا لراويها الأول، أما الأخبار المتواترة فإنك تستطيع تتبُّع خيوطها حتى أولها في سلسلة متصلة تسمى السند، أي إننا نصل بسند الحديث حتى أول راوٍ من الصحابة وننتهي بالرسول (ﷺ)، ولم تصل إلينا السنة بالنقل شفاهة فقط، بل بدأ تدوين الحديث منذ زمن بعيد، وأغلب ما جمعه البخاري كان قد سبق تدوينه في مسند الإمام أحمد، ومصنف عبد الرزاق ومصنف ابن أبي شيبة.
ومما احترز له أيضًا اختلاط الوهم بالحس، فأحيانا تؤثر مشاعرنا وحالتنا النفسية أو الجسدية في إدراكنا فنتوهم ما لا وجود له، فمثلًا روايات ضحايا الحروب والمجازر قد يشوبها بعض المبالغة لحالة الهلع التي يكونون فيها، لذا كان المحدثون يراعون حال الراوي من عمره وصحته، ومكان وجوده،كأن يكون في مكان زحام وتكدس مثلًا لما سمع الرواية.
الفكرة من كتاب كيف وصل إلينا هذا الدين؟
بدأ الكاتب في دراسة الدين في سن صغيرة، فبدأ أول ما بدأ مع تفسير الإمام القرطبي رحمه الله، الذي تميز في تفسيره بعرضه للآراء المختلفة ومناقشتها، فتعلم منه أن هناك آراء ونقاشات، وهذه النقاشات تبرز الرأي القوي وتدعم صحته، ويتضاءل بها الرأي العليل وتُدحض حجته، والمسلم الحق يُسلم لله، إذا أمره فعل، وإن نهاه انتهى، إنما يكون النقاش في فهمنا نحن عنه، وهل قد ثبت عنه سبحانه هذا الأمر أو النهي حقًّا؟
يسترسل الكاتب في هذا الكتاب مع أفكاره من خلال فهمه الشخصي للدين عبر رحلة حياته، ومن ثم مع العلوم التي كونت تلك الأفكار، ليصل إلى إجابة سؤال كيف وصل إلينا هذا الدين؟
مؤلف كتاب كيف وصل إلينا هذا الدين؟
علاء عبد الحميد: كاتب وداعية مصري، ولد عام 1984م، تخرج في كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، تلقى العلم الشرعي على يد عدد من علماء مصر والشام، اشتغل بعلم الحديث وأصول الدين، وتخصص في المذهب الحنفي، له عدد كبير من المحاضرات والدروس، بالإضافة إلى عدد من المؤلفات منها:
الطريق إلى معرفة الله.
حديث نفس.
العقيدة الوسطى.
سمت الوصول.