صحابيَّات
كان في آل بيت النبي ﷺ العديد من الصحابيات اللاتي روين عنه، فمن بناته لم تعش بعده إلا فاطمة رضي الله عنها لأشهر قليلة، ورَوت عنه سبعة أحاديث، وروت عنه خالته أم المنذر بنت قيس حديثًا واحدًا، ومن بنات عمه ﷺ، روت أم هانئ فاخِتَة بنت أبي طالب ثمانيةً وعشرين حديثًا في ثلاث عشرة مسألة مختلفة، ورَوَت ضُبَاعة بنت الزُّبير خمسة أحاديث، ورَوت كلٌّ من دُرة بنت أبي لهب وأم الحكم بنت الزبير حديثًا واحدًا.
وكان من الصحابيات سبَّاقاتٌ إلى الإسلام سانَدن الدعوة وآل بيت النبي ﷺ، منهن: أسماء بنت أبي بكرٍ التي رَوت خمسةً وخمسين حديثًا في الطهارة والصلاة والزكاة، وتكرر ذكرها لصلاة النبي صلاة الكسوف، هي ذات النطاقين التي أمدت النبي ﷺ وأباها بالمؤونة في طريق هجرتهما إلى المدينة، وأخت أم المؤمنين عائشة، وزوجة الصحابي الزُّبير بن العوام، وعُرف ابنها عُروة بعلمه وفقهه، وابنها عبد الله بمحاولته قيادة الأمة، وقد أنكرت على الحجاج إذ قتله ومثَّل بجثته وقالت له إنه المُبير الذي أنذر النبي بخروجه من ثَقيف. وأما لُبابة بنت الحارث فرَوَت اثني عشر حديثًا في سبعة مواضيع، منها شهادتها أن النبي ﷺ لم يصم يوم عرفة، وهي زوجة العباس عم النبي ﷺ وأخت زوجته ميمونة، وروى عنها ابنها عبد الله أغلب أحاديثها. وأما أم أيمن فكانت خادمة في بيت النبي ﷺ ورَوت حديثين.
ومن الصحابيات من شهِدن الغزوات، مثل أم عمارة نُسيبة بنت كعب التي روت عشرين حديثًا، ومن الصحابيات من روت عن بيعة النساء وشروطها مثل سلمى بنت قيس التي لم تروِ إلا حديثًا واحدًا، ومن الصحابيات من روين أحاديث تضمنت حكم النبي ﷺ في ما سألن عنه من أمورٍ عرضت لهن، مثل بَريرة، وفاطمة بنت قيس الفهرية التي روت أربعة عشر حديثًا منها اثنا عشر متعلقًا بطلاقها. وهناك العديد من الصحابيات اللاتي روين غالبًا حديثًا واحدًا ولم نعرف عنهن إلا أسماءهن وربما أسماء أزواجهن أو أمرًا متعلقًا بظروف رواياتهن، وقد جاءت أحاديثهن في أبواب متنوعة، ويشير ذلك إلى أن النساء اللاتي روين الحديث لم يكنَّ بالضرورة في منزلة خاصة في المجتمع.
الفكرة من كتاب المرأة ونقل المعرفة الدينية في الإسلام
يستكشف الكتاب دور النساء في رواية حديث رسول الله ﷺ خلال عشرة قرون، بدءًا من الصحابيات في صدر الإسلام وصولًا إلى بداية العصر العثماني في القرن العاشر الهجري، ويحلل أسباب ازدهار دورهن وتراجعه عبر الزمن، ويعرفنا على أشهر المحدِّثَات في كل فترة زمنية.
واعتمد الكتاب على الأسانيد في الكتب الستة وموطأ مالك وبعض كتب السنن الأخرى.
مؤلف كتاب المرأة ونقل المعرفة الدينية في الإسلام
د. أسماء سيِّد: باحثة أمريكية من أصول هندية مسلمة، حصلت على الدكتوراه من جامعة برينستون في عام 2005، وتعمل أستاذة مشاركة للدراسات الإسلامية بقسم لغات وثقافات الشرق الأدنى في جامعة كاليفورنيا بمدينة لوس أنجلوس، وتهتم بالتاريخ الإسلامي الاجتماعي، وتاريخ التعليم الإسلامي، نُشرت لها مقالات متعلقة بالشريعة الإسلامية والمجتمع الإسلامي والمرأة المسلمة، وكتابان هما: Law and Tradition in Classical Islamic Thought، والكتاب الذي بين أيدينا “المرأة ونقل المعرفة الدينية في الإسلام Women and the transmission of Religious Knowledge in Islam”
معلومات عن المترجم:
د. أحمد العدوي: باحث ومترجم، تخرج في كلية الآداب (قسم التاريخ) بجامعة القاهرة، ويعمل أستاذًا مساعدًا بقسم العلوم الإسلامية في كلية العلوم الدينية بجامعة تشانكالي أونسيكيز مارت في تركيا. نُشرت له أعمال عديدة في التاريخ الإسلامي وتاريخ الأقليات الدينية وقضايا التراث العربي، وترجم أعمالًا عديدة من الإنجليزية إلى العربية منها: “جيش الشرق: الجنود الفرنسيون في مصر 1797 – 1801” لتيري كرودي، وفاز بجائزة الشيخ زايد للكتاب فرع الترجمة لعام 2022 عن ترجمته لكتاب “نشأة الإنسانيات عند المسلمين وفي الغرب المسيحي” لجورج مقدسي.