شَذَرَاتٌ من علوم القرآن
شَذَرَاتٌ من علوم القرآن
ينقسم القرآن إلى مكِّي ومدني، المكِّي هو ما نزل قبل الهجرة، والمدني هو ما نزل بعدها، ولمعرفة الفرق بينهما فوائد منها: معرفة الناسخ والمنسوخ من القرآن، وفهم وتفسير الآيات تفسيرًا صحيحًا، وفهم المنهج القرآني في التربية والدعوة، ونزول القرآن إما أن يكون بلا سبب مباشِر، للحاجة والمصلحة عامةً، وهو أغلب القرآن، وإما أن يقع حدثٌ أو قولٌ أو فعلٌ أو يُسأل سؤال فينزل قرآن بشأنِه، وذاك هو المقصود بأسباب النزول، ولمعرفتها فوائد منها إعانة المرء على فهم الآية، وتدبُّر حِكَم الشريعة، والاقتداء بأحوال من نزل فيهم القرآن، كما أنها تشير إلى أماكن وأوقات نزول الآيات، فالقرآن لم يُرتَّب وفق زمن نزول الآيات والسور، وإنما رُتِّب بتوقيف من النبي (صلى الله عليه وسلم)، فقد كان يُحدِّد لأصحابه مواضع الآيات والسور وقت التنزيل وعند كتابتها، وعدد سور القرآن هو مائة وأربع عشرة سورة، أطولها سورة البقرة وأقصرها سورة الكوثر، وأطول آيهِ آيةُ الدين، وأقصرها ﴿وَالضُّحَى﴾ غير الحروف المقطعة، أما أسماء السور فبعضها ثبتت تسميته عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، ومنها ما ثبت عن الصحابة، ومنها ما اجتهد فيه العلماء، وبعض السور لها أكثر من اسم، والأمر واسع.
القرآن كله فاضِل لأنه كلام الله، ولبعض الصور فضائل خاصة، نجدها في أحاديث رسول الله، مثل سورة الفاتحة أعظم سور القرآن، وسورتي البقرة وآل عمران، ولبعض الآيات فضائل خاصةٌ أيضًا كآية الكرسي وخواتيم سورة البقرة.
نجد قصص القرآن تتكرَّر في سورٍ مختلفة بصور مختلفة، ولذلك فوائد عديدة، منها زيادة تفاصيل لم تُذكر في مواضع أخرى، وزيادة التحدي لمشركي العرب بتنوُّع العبارة وصور النظم في معنى واحد وقصة واحدة، وكذلك إذهاب الملل والسأم عن القصة لأن العرض الجديد يجذب السامع والقارئ ويُبقيه موصولًا بالمتعة والفائدة في النص القرآني، وعلى المؤمن أن يعتبر بقصص الأنبياء ويكثر التفكُّر فيها، فهم صفوة الخلق وخيرهم، وبِهم نقتدي.
إعجاز القرآن الذي تحدَّى به العرب هو نظمه وبلاغته، أي في لغته، وهو في كل سوره وآياته، أما الإعجاز العلمي بصورته الحالية فأكثره جهل وفيه خلل كبير ومبالغة في الربط بين العلم التجريبي ونصوص الوحي، وأما الإعجاز العددي فله أصلٌ قليل في فعل الصحابة والسلف، وليس من متين العلم بل من اللطائف، لكنه لم يكن متكلفًا كما يحدث الآن، وما يسمى اليوم بالإعجاز العددي في قدر كبير من الخبط ويفتقر إلى المنهجية العلمية.
الفكرة من كتاب الدليل إلى القرآن – في سؤال وجواب
في زمنٍ انتشر فيه ظلام الجهل، بِتنا نرى من لا يعرف عن القرآن إلا اسمه، ومعلومات متفرقةٍ أو ناقصة أو خاطئة، وفي محاولةٍ لرفع الجهل جاء هذا الكتاب اسمًا على مسمًّى، دليلًا ييسر الطريق إلى القرآن ويُمهِّده، فتحدَّث عن القرآن ومصدريته وإعجازه وجمعه وحفظه وتدبُّره، والمزيد في عبارةٍ موجزةٍ سهلة.
مؤلف كتاب الدليل إلى القرآن – في سؤال وجواب
عمرو الشرقاوي: باحث مصري في التفسير وعلوم القرآن، درس في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة، شارك في العديد من الدورات والمحاضرات على شبكة الإنترنت، ومن كتبه: “المُشوق إلى القرآن”، و”القرآن الكريم في حياة الآل والأصحاب”، و”التسهيل في أسباب التنزيل”، و”الصحابة والقرابة في القرآن الكريم.. دراسة تحليلية موضوعية”.