شيزوفرنيا الذكر الشرقي

شيزوفرنيا الذكر الشرقي
يعيش الذكر الشرقي حياة مزدوجة المعايير بين ما يظهره وما يبطنه، فقناع الالتزام والتحفظ الذي يرتديه لعامة الناس، سرعان ما ينكشف ليظهر وجهه الحقيقي في الحياة الخاصة، فتجده لا يعرف سوى “أن الشرع حلل له أربع نساء”، ويطالب بكامل حقوقه في اللحظة نفسها التي يسلب المرأة فيها حقوقها.

هذا التناقض الذي يخلقه المجتمع بداخل الذكر، هو أحد أسباب ارتفاع معدلات الخيانة الزوجية، فعندما تشتكي المرأة الخيانة الزوجية، تنهال عليها النصائح بأن “تحافظ على زوجها”، و”لا تسعى إلى خراب البيت” أو أن “تبحث عن سبب خيانته لها”، لأنها هي المسؤولة بشكل أو بآخر عن خيانته، وتأتي مسببات الخيانة الأخرى تباعًا، جميعها تبرر الخيانة مهما كان الرجل مُخطئًا، والبحث عن امرأة تلعب دور العشيقة خارج المنزل، والطمع في الحفاظ على الأسرة والحياة الزوجية داخله.
وهناك أسباب أخرى بعيدة عن الأسباب الاجتماعية، تخص العلاقة الزوجية نفسها، منها: التعاسة في الحياة الزوجية، ومشكلات العلاقة الجنسية، واختفاء الحب، والاضطرابات النفسية، وغيرها كثير من الأسباب التي ينبغي عندها اللجوء إلى متخصص في العلاقات الزوجية للعلاج وإعادة التأهيل.
ولكن لحظة، ماذا يعني اختفاء الحب بعد الزواج؟
في الحقيقة، هناك عشرة أشكال مختلفة من الحب يساء فهمها على أنها “الحب الحقيقي”، وهي: حب الامتلاك، وحب الطاعة، وحب الابتزاز، وحب اللخبطة، وحب الشروط، وحب خلط الأدوار، وحُب السادية، وحب المازوشية، وحب حالة الحب.
فعندما تختلط المفاهيم وتتبدل الأدوار، تفشل العلاقات الزوجية، وفي كل الأحوال يعتبر الزواج مخاطرة، ولكن يمكن التنبؤ بمصير العلاقة من خلال اكتشاف الطريقة التي يفكر بها الذكر، مثل معرفة موقفه من الأمور في حياتكِ، ومن مظهركِ الحالي، ومدى مرونته وقبوله للاختلاف والرأي الآخر.
الفكرة من كتاب ذكر شرقي منقرض
في وقتٍ مضى من تاريخ المجتمعات الشرقية كان الرجل الشرقي شهمًا شجاعًا غيورًا، يلبي احتياجات أسرته قبل احتياجاته، ويؤثرها على نفسه، ولكن العوامل التربوية والاجتماعية في العقود الأخيرة ساهمت في توصيل رسائل نفسية إلى الذكور تنمي بداخلهم الشعور بالأفضلية، فنشأت على هذا المفهوم المختل أجيال تربت على التمييز بين الذكور والإناث في أبسط الحقوق الإنسانية، وهكذا أُقنِعت الأنثى بأنها أدنى من الرجل، وبذلك صُنِعَ “الذكر الشرقي” بامتياز.
ولكي تُعالج مشكلة “الذكر الشرقي“، لا بد من دراسة أسباب المشكلة وأعراضها، واكتشاف أنواعها ومضاعفاتها لبدء خطوة التغيير التي لا بد منها، خصوصًا مع هذا الجيل الذي يفكر في كل ما يستقبله، ويراجع كل ما وصل إليه من عادات وتقاليد وأفكار وموروثات على مدى العقود.
مؤلف كتاب ذكر شرقي منقرض
محمد طه: كاتب واستشاري طب نفسي مصري، نشأ في مغاغة بمحافظة المنيا، تخرج في كلية طب المنيا مختصًّا بالطب النفسي، ثم حصل على الدكتوراه من إنجلترا في تخصص الطب النفسي.
عمل على تحضير ورقة بحثية في تحليل المجتمع المصري من خلال الشعارات المكتوبة على الميكروباصات والتكاتك، وله ثلاثة مؤلفات أخرى تحت عنوان: “الخروج عن النص”، و”علاقات خطرة”، و”لأ بطعم الفلامنكو”.