شيبس بالكباب.. الصيام كمعادلة كيميائية
شيبس بالكباب.. الصيام كمعادلة كيميائية
أصبح من المعتاد وجود تلك النقاشات حول المواد الحيوانية ونظيراتها الكيميائية في الأوساط القبطية، وكان الشيبس بالكباب أحد أشهر تلك النقاشات حول احتوائه على منكهات حيوانية أم لا، وتبع هذا النقاش وجود آراء جديدة لا تلتزم بهذه الحرفية وترى هذه النسب الضئيلة حتى ولو وجدت لا تغير شيئًا وأُخرى تلبي نداء الجوع وقتما حل غير مهتمة من الأساس بكون الطعام صياميًّا أم لا، ولكن أحيانًا لا يكون الصيام القبطي هو المشكلة الأكبر للمسيحيين، ولكن نتيجة وضعهم كأقلية عددية يستلزم أن يتعاملوا مع الصيام الإسلامي في رمضان أيضًا، وعندما يتفق الصيامان في نفس الأيام فهي المشكلة الأكبر، ذلك لأن المسيحي سيجد حرجًا في تناول طعام أو شراب في الأماكن التي تجمعه مع المسلمين، وغالبًا تكون كل الأماكن التي يذهب إليها، ثم يرجع إلى البيت ليجد سفرة عامرة بكل ما لا يقيم البدن ولا يسيل اللعاب، غير أن بعض الأيام تفرض طبيعتها وتستلزم تنحية مسألة الذوق جانبًا، وغالباً ما تكون تلك الأيام السابقة للصوم، التي يستغلها المسيحيون في تجهيز أنفسهم لفترة طويلة من التقشف، فترى مثلًا ساندويتشات المدرسة قد اختلفت طبيعتها بالكامل ممتلئة بالبروتينات ما يجعلها هدفًا لأعين محرومة مقموعة بالصيام، ودائمًا يكون العذر الذي يحظى بالقبول: “إنه يوم الرفاع”.
من دون شك فإن المطبخ القبطي مفعم بالرمزية في كل وصفاته، ولكن يتجلى هذا بصورة أكبر في العلاقة التي تربط المسيحيين بالبحر بشكل عام، ويظهر هذا في التشبيهات الإنجيلية المرتبطة عادة بالبحر والصيد، فمن المعروف أن معظم تلاميذ المسيح كانوا صيادين وأيضًا المشاهد الإنجيلية الكثيرة المرتبطة بالأسماك والصيد، كل هذا التركيز على المأكولات البحرية كان متوقعًا أن يترك أثرًا عميقًا في المطبخ القبطي.
الفكرة من كتاب غذاء للقبطي: دروس من المطبخ القبطي
هنا ننظر بشيء من التفصيل إلى جزء مُهمل بعض الشيء من الشخصية المسيحية، ونتعرف تفاصيل تخص الطعام وأشياء أقل أهمية، فإذا كان الحديث عن التاريخ أو المجتمع المسيحي، قفز المطبخ في الحال إلى المقدمة ممثلًا للشخصية المسيحية وتاريخها، وذلك لأن المطبخ القبطي لا يتوقف عند المأكول والمشروب فقط، ولكنه يحمل أبعادًا أخرى وتراكمات خاصة بتاريخ المصري المسيحي، وطبيعة علاقته مع المجتمع المحيط به في مختلف أمزجته وحالاته.
مؤلف كتاب غذاء للقبطي: دروس من المطبخ القبطي
شارل عقل: كاتب مصري من مواليد الإسكندرية عام 1983 م، تخرج في قسم العمارة بكلية الفنون الجميلة، عمل كاتبًا حرًّا في مجلة “أمكنة” ومجلة “مجاز” ويقيم حاليًّا بالعاصمة الصينية بكين متفرغًا للدراسة والكتابة، من أشهر أعماله:
_ رواية أحمر لارنج.
_ سيناريو فيلم لمبة نيون.
_ الرواية المصورة: قنديل الجو.