شكر النعم
شكر النعم
من نعم الله علينا المال، والله تعالى يقول: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ﴾، فكان الصحابة يبذلون مالهم لله، فنرى عثمان (رضي الله عنه) يسارع في ذلك، فلما قال النبي من جهز جيش العسرة فله الجنة، جهز عثمان الجيش، ولما أخبرهم النبي أن من حفر بئر رومة فله الجنة، حفر عثمان البئر، وهكذا هو المؤمن، يجعل ماله في يده لا في قلبه، فإن حاز قلبه انقلب عليه نقمة ووبالًا وصرفه عن الله، والنبي (ﷺ) يقول: “إن لكل أمة فتنة، وإن فتنة أمتي المال”.
والولد نعمة، يحسن الوالدان تربيته فتكتب كل حسنة يعملها في ميزانهما، ويكون عملهما الصالح في الدنيا بعد وفاتهما، ومع ذلك فالنبي (ﷺ) يقول: “الولد ثمرة القلب، وإنه مجبنة مبخلة محزنة”، والعاقل من رعى رعيَّته بحفظ دينه ودينهم، لا بحفظ دنياهم فقط.
واللسان نعمة إن قلت به كلمة حق، ولهجت به ذاكرًا مع الذاكرين، وهو نفسه نقمة ووبال على صاحبه “وهل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم؟” كما يقول النبي (ﷺ)، ولعلك تدرك خطورة الأمر لما عابت السيدة عائشةُ صفيةَ (رضي الله عنها) بقصرها، فقال لها النبي: “لقد قلت كلمة لو مُزِجت بماء البحر لمزجته”!
والوقت نعمة مغبون بها كثير من الناس، وكان تلميذ حماد بن سلمة يقول: “لو قيل لحماد إنك تموت غدًا ما قدر أن يزيد في العمل شيئًا”، وكذا كل نعم الله التي لا تعدُّ تنقلب نقمة بعدم حفظنا لها، فاشكر نعم الله عليك، وارعَ حقه فيها، ولا أقبح من أن يعصي العبد ربه بنعمة أنعمها عليه.
الفكرة من كتاب هُبِّي يا ريح الإيمان
بعد أن فتَّ الضعف في عضد أمتنا، وكثرت الفتن والبلاءات والشهوات، حتى صرنا كما قال النبي كغثاء السيل، فقد نشأت الحاجة إلى ريح إيمانية تزيح عنا الضعف، وتنتشلنا من الشهوات، وتبثُّ فينا العزم والقوة، ليصح ديننا ويقوى إيماننا، ونعود خير أمة أخرجت للناس.
مؤلف كتاب هُبِّي يا ريح الإيمان
الدكتور خالد أبو شادي، دكتور صيدلي وداعية إسلامي مصري، ولد عام 1973 في محافظة الغربية، نشأ في الكويت ثم أكمل تعليمه الجامعي بمصر، وتخرج في كلية الصيدلة بجامعة القاهرة، اشتغل في دعوته على الجانب الروحي والإيماني وتزكية القلوب، وله عدد كبير من المؤلفات، والمرئيات على التلفزيون واليوتيوب.
من مؤلفاته:
ينابيع الرجاء.
صفقات رابحة.
أول مرة أصلي.
الحرب على الكسل.