شعِّب
خلال مرحلتي الشك والاستكشاف، تم تحديد المشاكل التي تحتاج إلى المعالجة، وخلال هذه المرحلة سيتم توليد أفكار للتعامل مع هذه المشاكل، وهذه العملية تحتاج إلى أكثر من فرد للحصول على أكبر عدد ممكن من الأفكار، ويُفضَّل الاجتماع بهم خارج مقر العمل بمكان يتسم بالهدوء مع توفير اللوجستيات اللازمة للعملية كتوفير دفاتر وأقلام أو أجهزة آيباد لتدوين الأفكار والملاحظات، ولن يتم الرفض أو الاعتراض على أي فكرة يتم طرحها في هذه المرحلة مهما بدت غير منطقية أو استخدام عبارات مثل (لكن…، لن تصلح، لديَّ فكرة أفضل، هذا غير عملي…).
الجلسة تبدأ بالإحماء لمدة عشر دقائق لتحفيز عقول الحاضرين، في البداية يُطلَب منهم تقديم أنفسهم بطريقة غير تقليدية ومشاركة جانب جديد من شخصيتهم، ومن الممكن أيضًا طرح أسئلة اختيار من مُتعدِّد عن الموضوعات التي سيتم طرحها أو أسئلة تعتمد على العمليات الحسابية أو أسئلة تعتمد على الجانب الإبداعي، وبعد الانتهاء من مرحلة الإحماء، يتم طرح القضية المُراد معالجتها بشكل غير تقليدي، فبدلًا من “كيف نجعل علامتنا التجارية معروفة بشكل أفضل؟” نعيد صياغة السؤال إلى “كيف نقنع أصحاب المتاجر بوضع منتجاتنا في أماكن بارزة في الممر”، إعادة الصياغة سوف تساعد على استحضار الأفكار بشكل أسرع.
وبعد أن يتم عرض السؤال المركزي، يُنصح باستخدام بعض تدريباب التشعُّب التي تساعد على الإجابة عن السؤال المركزي، كما تُعطي فرصة للنظر إلى الشركة بشكل مختلف، وقد ذكر المؤلفان عدة تدريبات، من ضمنها:
اختيار خمس كلمات مرتبطة بالمجال والطلب من الحاضرين وصف الشركة دون استخدام هذه الكلمات، وقد استخدم المؤلفان هذا التدريب مع شركة مشروبات فرنسية حيث طُلب من الحاضرين وصف الشركة دون ذكر كلمة عصير، زجاجة، فاكهة، صودا، مشروب؛ فتوصلوا إلى رؤية جديدة وهي المساهمة في نجاح الحفلات، بعدها تم عرض العديد من الأفكار، والتي كان من ضمنها وضع الزجاجات في كيس بلاستيكي متين للحفاظ عليها باردة في الصيف، وإرفاق كتيب مجاني عن كيفية إلقاء كلمة في الحفلات، وإرفاق ألعاب كالطاولة للصناديق الخشبية التي تحتوي الزجاجات.
الفكرة من كتاب التفكير في صناديق جديدة: نموذج فكري جديد للإبداع في عالم الأعمال
“عدد ألوان قوس قُزح سبعة”.. هذه المعلومة التي درسناها في المدرسة حيث ترى العين بالفعل سبعة ألوان فقط، هي معلومة غير صحيحة، فقوس قُزح طيف مستمر من الألوان، ولكن لتواجه عقولنا مثل هذا التعقيد، تقوم بتبسيط المعلومات وتضعها في قالب ذهني، هو المسؤول عن استيعاب وتخزين المعلومات لاستخدامها في مواقف مماثلة من أجل التكيُّف مع الواقع، وسنسمِّي هذا القالب “الصندوق”.
ولأن عالمنا مُعقَّد، ونواجه العديد من المعلومات يقوم العقل بتصنيفها ووضعها في عدَّة قوالب أو صناديق، فتوجد صناديق خاصة بالعناصر المتشابهة مثل أسماء شركات الإلكترونيات مثلًا، صناديق خاصة بالأحكام كالتي نطلقها على الأشخاص والمواقف، وصناديق فكرية تحمل مصطلحات وأفكارًا عن الديمقراطية والحرية، وهناك أنواع أخرى من الصناديق، لذا يُنكر مؤلفو الكتاب نموذج “التفكير خارج الصندوق” كوسيلة للإبداع، فأي صناديق سنفكِّر بخارجها، وكيف سنخرج منها، وعند الخروج منها سنحتاج إلى صناديق جديدة.
لذا تم تأسيس هذا النموذج الجديد، وهو التفكير في صناديق جديدة، والذي يقدِّمه هذا الكتاب.
مؤلف كتاب التفكير في صناديق جديدة: نموذج فكري جديد للإبداع في عالم الأعمال
لوك دي براباندير: مستشار في مكتب باريس لمجموعة بوسطن الاستشارية، ووُلد في مدينة غنت ببلجيكا عام 1948، وقد حصل على شهادة البكالوريوس في الرياضيات التطبيقية عام 1971 من جامعة لوفان الكاثوليكية، وعلى درجة الدكتوراه في الفلسفة من نفس الجامعة عام 2002، وقد قدم ندوات عن الإبداع وبناء السيناريوهات وتقنيات الرؤية الاستراتيجية المطبَّقة على الأعمال، إضافةً إلى أنه ألَّف وشارك في تأليف حوالي تسعة كتب، من بينها:
The Forgotten Half of Change: Achieving Greater Creativity Through Changes in Perception
Platon vs. Aristote. Une initiation joyeuse à la controverse philosophique
ألان إني: أخصائي أول في مجال الإبداع والسيناريوهات في مجموعة بوسطن الاستشارية، وحاصل على درجة البكالوريوس في الرياضيات من جامعة مكغيل عام 1999، وعلى درجة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية كولومبيا للأعمال، وقد قام بتدريب آلاف المديرين التنفيذيين والمستشارين في مجموعة بوسطن، ويقود مجموعة واسعة من ورش العمل في كل مجالات الصناعة، ويتحدَّث حول العالم عن التوصُّل إلى المنتجات والخدمات والأفكار وتطوير الرؤية الاستراتيجية الجديدة.