شعورٌ بالذنب
شعورٌ بالذنب
الأمومة تغير النساء كثيرًا، تغير أجسادهن وأيضًا عقولهن وأفكارهن وأحلامهن.. والأمومة لا تتعلق بتربية الأطفال فقط، بل بارتقاء الأم أيضًا حتى تقدم أفضل ما لديها. لكن ما من أمٍّ مثالية، وما من أم لا تشعر بالذنب لأنها فعلت بعض الأشياء ولم تفعل أشياء أخرى، كغضبها وصراخها على أطفالها أو أنها سمحت لهم بالنوم بجوارها أو لم تسمح بذلك أو أنها لم ترضعهم رضاعة طبيعية لمدة كافية أو أطعمتهم وجبات غير صحية وغيرها من الأسباب.
الشعور بالذنب هو تنبيه مهم يساعد الأم على التطوير من النفس، لكنه حين يزيد عن حده لا يساعد، بل يعرقل إنتاجيتها وكفاءتها ويحرمها قدرًا من الاستمتاع بالحياة، فكيف يمكن لكل أم أن تحسن التعامل مع الشعور بالذنب؟ أولًا تتأكد إن كان شعورًا ملائمًا ومبنيًّا على أمر يستحق، فإن لم يكن تقبلت نفسها برغم عيوبها، وإن كان فإنها تعتذر لمن أخطأت بحقه وتتذكر أن العلاقات يمكن إصلاحها، وتفكر في الأسباب العميقة التي قادتها إلى الخطأ، وتضع خطة تركز فيها على ما تريد فعله لا ما تريد إيقافه فلا تهدف إلى الكف عن الصراخ مثلًا لكن تحاول التركيز على أخذ نفَس عميق عند الغضب.
ولا ينبغي أن يقود الأمَّ التقصيرُ أو الخوف من التقصير إلى اضطرابات كنوبات الهلع والقلق والاكتئاب، وإن واجهت ذلك فلتطلب المساعدة من المتخصصين، ولتتذكر أنها لن تهزم كل مخاوفها في وقت واحد، لكن يجب عليها أن تتشجع وتخطو خطواتٍ صغيرة كل يوم. ولتفكر بمنطقية عندما تواجه القلق وتسأل نفسها عن احتمالية حدوث ما يقلقها وإلى أي درجة يمكن أن يكون حدوثه سيئًا فعلًا. وتكف عن التفكير المبالغ فيه الذي يسرق الطاقة والسعادة، وتقليل التوقعات والنظر إلى الأمور بطريقة إيجابية واقعية يريحها من بعض خيبات الأمل ويزيد من سعادتها في رحلة الأمومة.
الفكرة من كتاب نعمة الأم السعيدة – توقفي عن السعي نحو الكمال واعتنقي الفرح في الحياة اليومية
تقلب الأمومة حياة النساء وتغير أفكارهن وأحلامهن وأجسادهن؛ يجدن فيها كثيرًا من الأمور الجميلة والمثيرة والممتعة، لكنهن يواجهن أيضًا إرهاقًا وقلقًا وتحدياتٍ تسرق من سعادتهن، وعندما تبحث الأمهات عن السعادة في حياتهن اليومية، ربما يجدن أكثر الاقتراحات لا تناسب مشاغلهن، وينسين أن السعادة ربما تكمن في عشر دقائق من اللعب والمرح مع أطفالهن كل يوم يتناسَين فيها الضغوط،
عشر دقائق من الفرح والتواصل مع العائلة كل يوم يمكنها أن تصنع تغيرًا كبيرًا، والكتاب الذي بين أيدينا يحمل الكثير من الأفكار التي تساعد على بناء عادة السعادة في حياة كلِّ أم، وتساعدها على مواجهة الإرهاق والشعور بالذنب وطلب الكمال وغيرها من التحديات.
مؤلف كتاب نعمة الأم السعيدة – توقفي عن السعي نحو الكمال واعتنقي الفرح في الحياة اليومية
ريبيكا إيانس: كاتبة ومحررة، ومؤسسة موقع positive-parents.org وصفحة Positive Parenting: Toddlers and Beyond على فيسبوك، ومدربة معتمدة من معهد جاي للتربية | Jai Institute of parenting، تعمل محررة في موقع Motherly وفي مجلة Creative Child ومجلة Baby Maternity.
ومن مؤلفاتها:
The Newbie’s guide to positive parenting.
Positive parenting: An Essential Guide.
معلومات عن المترجمة:
علا ديوب: مترجمة سورية، ولدت في طرطوس، ودرست الأدب الإنجليزي في جامعة تشرين. ومن أعمالها: ترجمة “عزيزي أنا” و”متعة أن تكون في الثلاثين” و”أغرب عادات الشعوب” و”آباء أكفاء أبناء عظماء” و”أشياء جميلة”.