شعار حزبي سبب الاستدعاء
شعار حزبي سبب الاستدعاء
كان السبب في كل هذا هو محاضرة ألقاها الدكتور طالب قبل أسبوعين من هذا الاستدعاء تعلقت بمادة الدخل القومي وتعليقه على مقولة اقتصادية تقول: “من لا ينتج لا يأكل”، إذ رأى أحد الطلاب تعارض هذه المقولة مع المحاضرة، ثم تبيَّن بعد ذلك أن هذه المقولة هي شعار حزبي من شعارات البعث كان صدام قد أقرَّه بنفسه، كما أن المقولة الاقتصادية الصحيحة هي “من لا يعمل لا يأكل” وتُنسب إلى الزعيم الروسي لينين.
قرَّر الدكتور طالب أن يرد محاولًا رد التهمة عنه، لكن صدام أمره بأنه سيسأله أسئلة متعلقة بالاقتصاد والإدارة وعليه الإجابة عنها، وبالفعل أظهر الدكتور طالب قوته العلمية في تخصصه بإجاباته التي تعلقت بتهيئة الخطط الاقتصادية بأدلة علمية ورياضية، بل وأظهر أن الخطط التي يقوم بها خبراء مجلس التخطيط ستكون ذات أثر سلبي وليس إيجابيًّا للاقتصاد العراقي، كل هذا وكان صدام ينصت إليه بهدوء وصبر جعله يقتنع بكلام الدكتور طالب حتى إنه سمح له بعد ذلك بالدفاع عن نفسه فيما يتعلَّق بمعارضته للشعارات، وبعدما دافع الدكتور طالب عن نفسه سمح صدام للطلبة بالحديث وكانت كل أحاديثهم تعكس دعمهم لأستاذهم.
بعد مضي ثلاث ساعات على هذه الجلسة قرَّر صدام حسين المغادرة بسبب لقاء له مع الرئيس الروماني شاوشيسكو، لكن المناقشات استمرت بعد مغادرته إذ طرح صلاح الشيخلي -وهو سفير العراق بلندن- أسئلة أشبه بالتحقيق الأمني مع الدكتور طالب ثم طلب منه التوقيع على طلب اعتذار للسيد النائب عما بدر منه.
الفكرة من كتاب حكايتي مع صدام
مع صعود حزب البعث وتولي حكم العراق كانت السلطة الأمنية محكمة قبضتها على كل أمر في البلاد بتحكم مباشر من قِبَل نائب الرئيس آنذاك والحاكم الفعلي صدام حسين، وشملت هذه السيطرة الجامعات والمؤسسات الأكاديمية بالعراق، وبالطبع على رأسها جامعة بغداد وكلياتها وبالأخص كلية الاقتصاد والسياسة التي شهدت في عام 1976م حدث اعتقال الدكتور طالب البغدادي في أثناء إلقائه محاضرة لطلابه، ويصبح ذلك الحدث حديث المجتمع العراقي، في هذا الكتاب يحكي لنا الدكتور طالب تفاصيل حياته في هذه الفترة وما حدث له.
مؤلف كتاب حكايتي مع صدام
د. طالب البغدادي: أستاذ جامعي عراقي، حصل على الدكتوراه في العلوم الاقتصادية بجامعة بواتييه بفرنسا عام 1973م، وعمل أستاذًا جامعيًّا في جامعة بغداد عام 1974م وحتى اعتقاله ومنعه من العمل، ثم عمل أستاذًا جامعيًّا في جامعة الزيتونة في الأردن عام 1995م ورئيسًا لديوان رئاسة الجمهورية العراقية عام 2004م.