شعار العولمة الجديد
شعار العولمة الجديد
في ظل العولمة أصبح الاهتمام بالمرأة عامةً، والمسلمة خاصةً، كبيرًا فهي تطبيق عملي للصنمية التي تعني تنازل الأفراد عن إرادتهم وممتلكاتهم التي وهبهم الله من أجل مخلوق آخر، فهو مرض معاصر يصيب المجتمعات فينتقص من إنسانية الإنسان، ويسجن الإنسان بسجن شهواته.
لقد بُعث الرسول (صلى الله عليه وسلم) لتحطيم فكرة الأصنام من الماضي، وتحذير الإنسانية من أصنام مستقبلية أُدرِجت في حديث عن النبي (صلى الله عليه وسلم): “تعِس عبد الدينار، تعِس عبد القطيفة، تعِس عبد الخميصة، تعِس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش”، وكذلك في القرآن الكريم قال الله (عز وجل): ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّه﴾.
إن حضارة العولمة تتمحور حول عبادة الأصنام، والنساء هن أكثر ضحاياها، فقد يهدرن حياتهن في الأسواق يغرين المستهلكين بأشكالهن في الموديلات وتصوير السعادة في منتج أو زي، كما يحفزهن للبحث عن الشهرة، وإشاعة ثقافة الاستهلاك وإدمان الشراء، في القنوات الفضائية والسينما والغناء، والسؤال هنا: لماذا تعدُّ النساء ضحايا كل هذا؟ لأنهن يُعامَلن كسلعة تُستخدم من قِبل جميع هذه المواقع، مستهلكات جمالهن للإغراء حتى يفنى فيتركهن متحسِّرات باليأس ثم يتم استبدالهن وهكذا، وأيضًا لأنهن أكثر الناس استهلاكًا وافتتانًا بمغريات الشراء والموضة، ومن خلال كل هذا تنهار الأذواق والقيم، ويصبح هدف التعليم إخراج امرأة مناسبة لسوق العمل متجرِّدة من إنسانيتها وحيائها بلا قيم، فتصبح الحياة الأسرية عندها بلا قيمة ولا مسؤولية تطيقها فيُصاب المجتمع بهشاشة حتى أصبحت حياة المتزوجين في انهيار.
والارتكاز في هذا العصر كله على جسد المرأة وتجاهل عقلها ومشاعرها، ولأن هذا يصدر من المجتمع والإعلام أصبحت الفتاة المسلمة بلا بصيرة؛ مضلَّلة مُنساقة وراء كل ما هو حديث وما يجعلها أكثر تميزًا بجسدها تاركةً خلفها كل القيم الدينية بلا قدوة طيبة، مدمرةً مستقبلها في التنافس بلا هدف واضح ولا تعلم عن مسئوولياتها في الحياة، لذا وجب على كل مسلم ومسلمة واعيَين بهذا أن يكوِّنا تحدِّيًا لمواجهة كل هذا العبء الناتج عن العولمة المعاصرة محطِّمين نتائج الصنمية وأسبابها من خلال تبصير الفتاة المسلمة بتفاصيل هذا التحدي وكيفية مواجهته.
الفكرة من كتاب رسالة مفتوحة إلى الفتاة المسلمة في عصر العولمة
منذ عقود وكل الجدالات حول المرأة تتمركز حول “ماهية نموذج المرأة المسلمة”، لكن في الأزمنة المعاصرة الحديثة تحوَّلت المرأة من نموذج إلى سلعة من أجل سوق العمل أو سلعة تروِّج لزيادة الاستهلاك عن طريق الجمال والشهرة وغيرها من أمراض العصر الحديث، فالمرأة هي المركز الذي تدور حوله الأسرة المسلمة، ومع تفكيك الأسرة المسلمة تسمَّمت أفكار الفتيات المسلمات وأصبحن بلا هوية ولا رادع، فهن بحاجة إلى إدراك تحديات هذا العصر وكيفية مواجهته.
مؤلف كتاب رسالة مفتوحة إلى الفتاة المسلمة في عصر العولمة
ماجد عرسان الكيلاني: مفكر ومؤرخ تربوي، ولد في الأردن عام 1351 هـ/ 1932م، حاصل على شهادة ماجستير في التاريخ الإسلامي من الجامعة الأمريكية في بيروت، وشهادة ماجستير في التربية من الجامعة الأردنية، وشهادة دكتوراه في التربية من جامعة بتسبرغ في بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية.
من أبرز أعماله: “هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس”، و”فلسفة التربية الإسلامية”، و”مقومات الشخصية المسلمة”، و”الأمة المسلمة”.