شخصيتك المالية
شخصيتك المالية
إن فهم شخصياتنا المالية يمنحنا قدرة على معرفة سبب ردود أفعال عقولنا تجاه بعض السلوكيات، مما يجعلنا أكثر قدرة على إدارة الأمور، ولأننا كائنات اجتماعية فإن تصرفاتنا المالية لا تؤثر فينا فقط، بل تشمل الأشخاص المحيطين بنا، والأبناء هم أول المتأثرين، فوفقًا لدراسات جامعة كامبردج، تتشكل عادات الأطفال المالية بحلول سن السابعة، والعامل الرئيس في تشكيلها هو عادات الأبوين المالية الإيجابية أو السلبية، ولهذا يُنصح بنقل تجارب إيجابية إلى الأطفال حول مفهوم التجارة، من خلال تشجيعهم على الدخول في عمليات تبادل شيء يمثل قيمة لهم مقابل لعبة، أو عمل صندوق توفير تضاف إليه فوائد إذا استمروا في الادخار، لتعريفهم فوائد الاستثمار في وقت مُبكر وتتشكل لديهم شخصية “المستثمر المالي”.
الآن بعد أن وضعت طفلك على الطريق الصحيح لتتشكل لديه شخصية مالية جيدة، دعنا نطلع على نوع شخصيتك من خلال مقارنتها بالصفات المالية المشابهة لإحدى الشخصيات الخمس الرئيسة في عالم المال، المتمثلة في شخصية: المدخر، والمنفق المبذر، والمدين، والمستثمر، واللا مبالي.
نبدأ بشخصية المدخر، صاحب هذه الشخصية شعاره “لا تدفع السعر الكامل أبدًا”، فهو ينتظر فترة التخفيضات لشراء السلع، كما أنه حريص على التوفير في شؤون حياته كافة، وميزة هذا النوع أنه يمتلك انضباطًا يجعله لا يلتفت إلى العوائد الفورية، بل لديه تفكير رشيد بشأن اتخاذ القرارات المالية، ولكن تكمن مشكلته في أنه قد يفوت فرص استثمارات جيدة لأنه لا يرغب في التخلي عن المال.
أما شخصية المنفق المبذر فهي عكس صفات شخصية المدخر، ويزيد عليه أنه متورط دومًا في الديون نتيجة إنفاقه المستمر على أشياء مُكلفة لا تعود عليه بفائدة، وهذا مشابه لما يفعله أصحاب شخصية “المَدين”، ولكن الاختلاف بينهما أن المَدين يُنفق أكثر مما يكسب مع استخدام القروض للحفاظ على هذا الإنفاق!
وأما شخصية اللا مبالي فتشبه النعامة، إذ يتجاهل أموره المالية ويتجاهل أية مشكلة تنتج عن ذلك، نتيجة خوفه من اتخاذ قرار خطأ بشأن المال، والمشكلة الرئيسة لهذه الشخصية أنها غير قادرة على اتخاذ قرارات استثمارية على المدى البعيد. وأخيرًا نطلع على أفضل الشخصيات في عالم المال وهي شخصية المستثمر، صاحب هذه الشخصية يملك صورة واضحة عن وضعه المالي، وينفق بشكل أقل مما يكسب، ويسعى بشكل دائم إلى استثمار المدخرات بما يحقق أهدافه.
الفكرة من كتاب تحكيم العقل في إدارة المال: إن فهم سلوكك المالي أمر ضروري لتحقيق حريتك المالية
إن الوصول إلى الحرية المالية وتكوين ثروة تُغنيك عن طلب المساعدة من الآخرين عند تقاعدك مطلبٌ يسعى إليه الجميع، ولكن القليل مَن يأخذون خطوات واقعية لتحقيق هذا الهدف، ويركزون على الأشياء التي تمكنهم من التحكم فيها لتغيير أوضاعهم المالية، فالأغلب لا يدرون ماذا يُشكل المال بالنسبة إليهم، ولا يعرفون طرائق الاستثمار المثلى، وكيف يتعاملون مع الخسائر التي تحدث في أثناء رحلة الاستثمار، ومن هنا جاءت فكرة الكتاب، فهو رحلة تطلعك على ذاتك المالية، وطرائق إدارة المال بما يتناسب مع أهدافك والحياة التي تُريد أن تعيشها.
مؤلف كتاب تحكيم العقل في إدارة المال: إن فهم سلوكك المالي أمر ضروري لتحقيق حريتك المالية
إيفان لوكس: محاضر وخبير في استراتيجيات الأسواق المالية، أحَب عالم الأسواق والمال منذ طفولته مما دفعه إلى الاهتمام بالتمويل السلوكي خلال مسيرته المهنية التي امتدت لما يزيد على عقد ونصف العقد، عرف خلالها العوامل المختلفة المُؤثرة في الأسواق المالية، فصار قادرًا على توجيه المستثمرين لاتخاذ قرارات صائبة في الاستثمار، كما شارك في عديد من البرامج الاستثمارية، مثل: برنامج The project، وقناة Sky News
معلومات عن المُترجمة:
عُلا البِزرة: مترجمة لها عديد من الترجمات، منها: “رواية المحاصرة” لديلّا رايت.