شخصيات تجدها على السوشيال ميديا
شخصيات تجدها على السوشيال ميديا
لا يقدم لك “فيس بوك | Facebook” العالم الحقيقي، ولا يخلق عالمًا افتراضيًّا، بل يُعد مزيجًا بين الاثنين، والتعامل داخله يحتاج إلى فلاتر من كل الأنواع لتصفية الأخبار الحقيقية، ولكشف مدى مصداقية من لا تعرفهم إلا افتراضيًّا، وهذا موضوع طويل ومُعقد.
فمن يدخلون على هذه المواقع بشر مثلنا لكل منهم حالته وظروفه، ومن ضمن هؤلاء البشر المتشائمون الذين يتصيدون أغرب الأفكار، ويعلّقون على أتفه الأحداث، ويحقدون على الناس وينكرون حدوث أي شيء جيد، وباختصار يُطلقون أطنانًا من الطاقة السلبية بلا هدف.
وتوجد مجموعة أخرى يُطلق عليها الكاتب “الذين اقتربوا ولم يروا”، ويقصد بهم الذين يتعمدون نشر آرائهم الغريبة التي تُثير الغضب، ولا يبالون، وحتى أصدقاؤهم الذين كانوا يدافعون عنهم سرعان ما يبتعدون عنهم لأنهم لا يفهمون أسباب نشر هذا الكلام، وستظل الأسئلة تحوم حول أولئك الذين يدَّعون الفهم ويُحَلِّلون، لكن يبدو أن بصيرتهم تحتاج إلى علاج.
آخر نوع من شخصيات السوشيال ميديا يتمثل في الحمقى أصحاب التعليقات المزعجة والمُهينة، ولنكون عادلين يجب أن نقول إن هؤلاء الأفراد كانوا موجودين قبل السوشيال ميديا ويلقون التعليقات نفسها لكن داخل منازلهم، وليس على الملأ، لكن الآن سنحت لهم الفرصة لنشر إهاناتهم للجميع.
وفي ذلك قال الأديب الإيطالي “أَلبِرتُو إِيكُو”: “إن هذه المنصات منحت حق الكلام لفيالق من الحمقى.. وأصبح لهم حق الكلام مثلهم مثل من يحمل جائزة نوبل، إنه غزو البلهاء”، أي إن الحمقى خرجوا من الحانات والمقاهي، وباتوا يطاردون الجميع لأن هذه المنصات أزالت حاجز الخجل، ومنحتهم شجاعة وهمية.
الفكرة من كتاب فلسفة البلوك: ما فعلته بنا السوشيال ميديا
كم مرة تلج إلى حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي يوميًّا؟ وكم ساعة تقضي عليها؟ هل تجد نفسك تبحث باستمرار عن الإشعارات أو تشعر بالقلق عندما لا يمكنك الوصول إلى هاتفك؟
إذا كان الأمر كذلك، فأنت لست وحدك؛ في العصر الرقمي اليوم أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ولكن ما تأثيرها في نظرتنا إلى أنفسنا وإلى الآخرين؟ وماذا كشفت عنا؟ وكيف تؤثر في صحتنا العقلية وعلاقاتنا؟ هذه هي الأسئلة التي دارت بخلد الكاتب محمد عبد الرحمن، وبدأ يستكشفها عن طريق تأملاته وعمله الصحفي.
وبالنهاية قرر توثيق الأفكار والاتجاهات التي رصدها، في محاولة لتفسير سلوكيات نشطاء هذه المواقع، وتأثيرها في العقول، ويتمنى الكاتب أن يخرج القارئ بالنهاية بمعلومات تؤهله لعيش هذا الزمن وفقًا لقواعده التي يضعها بنفسه، لا التي تُفرض عليه من صانع المنصة.
مؤلف كتاب فلسفة البلوك: ما فعلته بنا السوشيال ميديا
محمد عبد الرحمن: كاتب وصحفي مصري وناقد فني، تخرج في كلية الإعلام بجامعة القاهرة عام 1997، عمل في عدد كبير من الصحف والمجلات المصرية، ويتولى حاليًّا رئاسة تحرير موقع إعلام دوت كوم.
من أعماله:
الكتاب صفر: كواليس وكوابيس الفبركة الصحفية.
مدينة المليار رأي.