شجِّع طفلك
شجِّع طفلك
إن تربية الطفل تتم عن طريق نمط بنائي وإصلاحي، لذلك لا بد من مراقبة البيئة التي يكون على اتصال وارتباط بها، حتى نعلِّمه الابتعاد عن الرذائل وعيش حياة شريفة، ومن جهتنا نحن فلا بد أن نحرص على كوننا قدوة حسنة لهذا الطفل، كما نحرص على تذكيره وموعظته ونصيحته، فالطفل بطبيعته يحب سماع النصائح بالشكل الودود من الأشخاص الذين يحبهم.
ولكي نسعى في عملية إصلاح الطفل لا بد أن نلجأ إلى بعض الطرق مثل دفعه للتعمُّق والتعقُّل والتدبُّر في الأمور حتى يدرك الصواب والخطأ وما يترتَّب عليهما، كما يمكننا أن نستخدم معه أسلوب المنطق والاستدلال واللطف والبشاشة، فالرأفة مطلوبة في التربية، وفي بعض الأحيان سوف نضطر إلى استخدام التوبيخ والتهديد بالطريقة المعقولة التي لا تضرُّ نفسية الطفل .
ومن قواعد التربية التي تسهم في إنجاحها هي الحذر من فضح الطفل ونعته بالأمور السيئة ومحاولة كسب ثقته حتى يطلعنا على دواخله، والسعي نحو إعداده التدريجي لمواجهة الحياة لكي يتمكَّن من الانسجام مع بيئته وتقبُّل الأوضاع المختلفة.
وهناك أدوات وفنون تُستخدَم مع الأطفال لتوصِّل إليهم المفاهيم الجيدة في الحياة مثل الأسلوب القصصي واللعب الذي يقوِّي بدنه ومهاراته، والكتب المطبوعة والأعمال اليدوية.
كما أن أي شخص يحتاج إلى الدافع لكي يطبِّق ما يملى عليه، ولهذا فإن الدوافع التوجيهية مهمة في عملية التربية، وهي عامل لتحريك الفرد نحو هدفه، فهي تمنحه القوة والثقة والطاقة، ومن هذه الدوافع إظهار الاستحسان، وتقدير الأعمال الحسنة وتشجيع الطفل وتأييده لطرق الخير عن طريق إهدائه لشيء يحبه أو حتى الابتسام له أو رواية قصة تشجيعية على مسامعه، وعند ترغيب الطفل نحو شيء ما لا بد أن نأخذ الجنس والعمر بعين الاعتبار، وأن نهتم بالتوازن وعدم التفريط، وأن يكون الدافع قيمته متناسبة مع العمل والجهد والسلوك المبذول.
الفكرة من كتاب أسس التربية
التربية هي أداة لتوجيه الإنسان ومساعدته لإصلاح حياته، كي يتعايش ويندمج بالشكل السليم مع المجتمع، وهي مرتبطة بالسياسة والاقتصاد والحضارة وغيرها، والآن.. للأسف فقدنا مقوِّمات التربية الصحيحة بعض الشيء، فكيف السبيل لإدراك هذا التقصير؟ هذا ما سيتضح لنا في الكتاب.
مؤلف كتاب أسس التربية
علي القائمي: كاتب إيراني مهتم بمجال التربية السوية ومجالات علم النفس، وله العديد من المؤلفات الرائعة فيما يخصُّ الاضطرابات النفسية وتنمية المشاعر الداخلية الصحية لدى الأطفال والشباب.
من مؤلفاته: “الوسواس والهواجس النفسيَّة”، و”دُنيا الفتيات المراهقات“، و”تربية الطفل.. دينيًّا وأخلاقيًّا”.