شجرة التنُّوب: الوعي باللحظة الراهنة
شجرة التنُّوب: الوعي باللحظة الراهنة
في إحدى الغابات كانت هناك شجرة تنُّوب صغيرة وجميلة لا ترغب في شيء سوى أن تكبر وترحل مثل السفن التي تبحر في المحيط، ثم عرفت بما تكون عليه الأشجار في عيد الميلاد فلم تطق صبرًا حتى حلوله، وذات يوم قُطعت الشجرة فحزنت لمفارقة موطنها الأصلي ولكن سرعان ما عمَّها الفرح عندما وُضعت في غرفة جميلة بها خدم وشموع وحلوى، ولما صارت في مظهر بديع أوقدت الشموع والتفَّ حولها الحضور يرقصون ويغنون، وبعد أن انتهوا عاد كل شيء إلى موضعه، وفي الصباح وُضعت الشجرة في مخزن وتُركت مع الفئران تقصُّ عليهم نبأها حتى ملُّوا منها، وبعد مدة حُملت الشجرة إلى الخارج وشعرت بالهواء الطلق يداعبها فقالت: “الآن سأعيش حق الحياة”، وبدأت تنشر فروعها فهالها ما رأت من ذبول وجفاف بعد أن كانت في كامل بهائها وأجمل حُلتها! قالت لنفسها: “ليتني استمتعت بحياتي عندما كان ذلك متاحًا”، وأخيرًا قُعطت الشجرة قطعًا صغيرة فتحوَّلت إلى كومة كبيرة من الحطب وأُشعلت النار فيها وكان الأطفال يلعبون من حولها بينما هي تئن: “انتهى كل شيء، انتهى كل شيء”.
إننا نفعل في حياتنا المهنية كما فعلت شجرة التنُّوب، نترك اللحظة الراهنة وتذهب عقولنا إلى لحظات أخرى بعيدة مثلما نفعل في الإجازات الأسبوعية من انشغال فيها بالتفكير في أمور العمل أو بالانشغال الشديد في دورات تدريبية على الرغم من أنها للاستمتاع فحسب! وليس ذلك يعني ترك التفكير تمامًا ولكن المقصود ألا نسمح لكل شيء يخطر على البال بأن يسرق حاضرنا ويسيطر على عقولنا وألا نستسلم للرغبة المستمرة في التقدم بحيث تعوق النمو نفسه ويضيع كل شيء.
يقول ريتشارد تومكينز: “لسنا في حاجة إلى وقت أطول؛ بل إلى رغبات أقل”، وهذا ما نحتاج إليه بالفعل، إذ تحرمنا رغباتنا المتشعِّبة من الاستمتاع بالحياة ثم يمضي العمر ولا يكون أمامنا غير الندم، وبناء عليه؛ لا تؤجِّل مخطَّطاتك إلى ما بعد حدوث شيء ما لأنه قد لا يحدث أو يتأخر، ولا تستغرق في التفكير في المستقبل وتنسَ حاضرك، عِشْ حياتك من الآن.
الفكرة من كتاب البط الدميم يذهب إلى العمل
تستلهم ميتي نورجارد العبر والحكم في ست قصص خيالية من قصص هانز كريستيان أندرسون وتسقطها على بيئة العمل والحياة المهنية بهدف رفع كفاءة مستوى الحياة المعيشية، فتجد أن كل شخصية وكل حدث في القصة يرمز إلى شيء ما في حياتنا أو يمثل شخصية بعينها في العمل.
مؤلف كتاب البط الدميم يذهب إلى العمل
ميتي نورجارد Mette Norgaard: مدربة دنماركية، حاصلة على الماجستير في إدارة الأعمال والدكتوراه في التطوير والتنمية البشرية، وشاركت في تأليف كتاب “TouchPoints: Creating Powerful Leadership Connections in the Smallest of Moments”.
معلومات عن المترجم
شكري مجاهد: كاتب ومترجم مصري حصل على الدكتوراه عام 1997م، وعمل أستاذًا للأدب الإنجليزي بجامعة عين شمس، وكان رئيسًا للمركز القومي للترجمة في العام 2015.