شجاعة بلا حدود
شجاعة بلا حدود
هناك العديد من المواقف التي يُمكن أن نلاحظ فيها شجاعة الملك عبد العزيز وتصدره الصفوف الأولى في القتال، ولكن من أجمل القصص التي نُقلت عنه ما رواه الملك فيصل عام 1367هـ عن “واقعة الحريق”، حينما دارت الدائرة في أثناء القتال على جيش الملك عبد العزيز وهَمَّ الجنود بالفرار، فبرز الملك عبد العزيز في مقدمة الصف ممتطيًا جواده مُتقلدًا سيفه ونادى “أيها الإخوان من كان يحب عبد العزيز فليتقدم، ومن كان يؤثر الراحة والعافية فليذهب إلى أهله، فوالله لن أبرح هذا المكان حتى أبلغ النصر أو أموت” فرجع حماس الجنود وعادوا فشدوا على أعدائهم وكان الفوز لهم.
وفي واقعة أخرى نرى صبر الملك على الجراح وصموده في المعركة حتى بلوغ النصر، فقد نقل الجنود أنه في المعركة التي دارت بين الملك وقبائل العجمان بالأحساء التي أرادت الاستقلال بأعمالها والتصرف وحدها في المنطقة، قد أُطلقت عليه رصاصة أصابته في حزامه المملوء بالرصاص حول وسطه، فانفجرت أربع رصاصات منها وشقت بطنه، فأسرع إلى ربطها بحزام آخر وعاد إلى المعركة، خاطبًا في جنوده بحماسة بعدم تخليه عن المعركة حتى يبلغ النصر قائلًا “عزمت أن أدفن هنا أو أبلغ النصر” فجاء رد الجنود نحن معك يا عبد العزيز حتى الشهادة، وكان الفوز لهم في النهاية.
ولا يُمكن أن ننسى ذِكر حكمة الملك عبد العزيز في إدارته المعارك، إذ إنه حينما أراد أن يُضيق على اللصوص وسالبي الحجاج وقطاع الطرق الذي يتخذون جبل “العلم” ملجأ لهم، أمر باختيار جبل “منهل الخاصرة” ليكون مقر حاميته، وجعل فيه ما يكفي من القوة والسلاح، وقائفي الأثر من بني مُرة، وبذلك ضاق الخناق على اللصوص، واستسلموا. هذه الوقائع وغيرها تدل على أن الملك عبدالعزيز لم يجمع شتات هذا الملك العظيم بالتمنى والسهولة، بل ناله بأيام شيّبت النواصي، فانطبق عليه قول الشاعر: “وما كان ممن أدرك الملك بالمنى … ولكن بأيام أشبن النواصيا”.
الفكرة من كتاب عبد العزيز في التاريخ: تاريخ وآداب
بين رحاب الصحراء الشاسعة، ظهرت شخصية فريدة صنعت من المستحيل حقيقة، ومن التفرق قوةً ووحدةً، إنه الملك عبدالعزيز آل سعود، القائد الذي خطّ بأحرف من إرادة وإصرار فصلًا جديدًا في تاريخ العرب. في هذه الكتاب سنكتشف معًا مواقف هذا الملك الفذّ الذي نجح في توحيد الجزيرة العربية، وجهوده الجبارة في نشر العلم والثقافة في أرجائها.
مؤلف كتاب عبد العزيز في التاريخ: تاريخ وآداب
حمد إبراهيم الحقيل: هو الشيخ حمد بن إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم بن سليمان بن محمد الحقيل، ولد في المجمعة عام 1338 هـ، وينحدر من أسرة عربية أصيلة تعود أصولها إلى قبيلة وائل ربيعة، بدأ حياته العملية إمامًا لقصر الحكومة في المجمعة عام 1353 هـ. في عام 1367 هـ عُيِّن إمامًا ومرشدًا ومفتيًا للجيش السعودي الذي أُعد لمحاربة اليهود في فلسطين، وأدى واجبه بإخلاص وكفاءة. بعدها تولى منصب قاضٍ، وعمل في عدة محاكم منها: محكمة الأحساء، ومحكمة الدمام، ومحكمة ضرمي، ومحكمة الزاحمية، وقد شغل منصب رئيس محكمة الخرج
اشتُهر بالعدل في القضاء، وسرعة البت في القضايا، فهو لا يخشى لومة لائم، ولا يداهن أحدًا بل يأخذ بيد الضعيف ويردع الظالم. كان الشيخ يهتم كثيرًا بالأدب العربي والتاريخ والفقه والأشعار العربية والشعبية، وكان يحفظ كثيرًا منها. عكف على دراسة علوم اللغة والشريعة والعروض ونظم الشعر، مما أسهم في غزارة إنتاجه الأدبي. ومن مؤلفاته:
كنز الأنساب ومجمع الآداب.
صيد القلم للشوارد والحكم.