شبهات حول السنة والصحابة
شبهات حول السنة والصحابة
تستند حجية السنة إلى عدة مجموعات من الأدلة أقواها طاعة أمر الله باتباع الرسول (صلى الله عليه وسلّم) ورد النزاع إليه سواء إلى شخصه في حياته أو لسنته بعد مماته، بالإضافة إلى الآيات العديدة التي تبين أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) رُزق الحكمة وهي وحي آخر غير القرآن، بل وإن العبادات والفرائض لا يمكن أن تؤدى بغير توضيح رسول الله لكيفية أدائها في سنته كالصلاة.
وقد تكون الشبهات حول منهجية نقل السنة ورواتها، وهذا يأتي من قصور في إدراك وتصور كامل حول طريقة عمل علوم الحديث، فالرواة يلزم للحكم عليهم توافر العدل والضبط، أي صلاح الدين وقوة الحفظ والاستذكار، وهذا مجال عمل علم الجرح والتعديل، فالنقد يوجه لسلسلة الرواة وأيضا المتن نفسه، للتأكد من توافر الشروط اللازمة وخلوه من العلل والشذوذ.
أحيانًا يقع أصحاب الشبهات في التناقض عندما يستشهدون بحديث النهي عن كتابة السنة، لأنهم يستشهدون عليها بها، متجاهلين سياق الحديث وأحاديث التبليغ والحفظ، وفرضًا بالتسليم لمزاعمهم فإن عدم الكتابة لا ينفي حجيتها من الأساس، ولا يحدث تعارض بين أحاديث صحيحة أو مع آيات من القرآن الكريم إلا نتيجة الجهل بدلالات الألفاظ، وعدم اتباع المنهج العلمي الشرعي عند اعتقاد التعارض بين الأدلة.
ولم يسلم الصحابة الكرام رضوان الله عليهم من ذلك الهجوم، فهم نقلة الشريعة وكلهم عدول بشهادة القرآن وتزكية الله لهم، فاستغلت بعض الخلافات والمعارك التي حدثت بينهم في إسقاط حجيتهم ودينهم وجدارتهم بنقل الدين لنا، ويستمر الطعن حتى يصل إلى إنكار حجية الإجماع، المبنية على خيرية القرون الأولى بنص حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وسلامة الأدوات الاستنباطية من لغة وغيرها، ومعاصرة الصحابة لظروف تنزيل الوحي، فاتحين الباب لتعددية في فهم النص الشرعي، الذي يؤدي إلى فساد النصوص القطعية للقرآن الكريم.
الفكرة من كتاب سابغات: كيف نتعامل مع الشبهات الفكرية المعاصرة
منذ أن تفتح عينيك صباحًا حتى تنام، فأنت تتعرض لكميات هائلة من المدخلات، يتأثر بها الجميع على مختلف أعمارهم ومستوياتهم العلمية، فعصرنا يمتاز بالسيولة الفكرية الشكاكة والفوضوية والهدامة، ومن أكثر المجالات التي تضررت بتلك الموجات هي الدين، خصوصًا وأن أكبر شريحة متأثرة بما في وسائل التواصل الاجتماعية هم المراهقون والشباب، ولا يخفى على أحد مدى أهمية تلك الشريحة العمرية في مجال الدعوة والبذل والعطاء وتحمل المسؤولية نحو دينهم.
سيساعدنا الكتاب على بناء منهجية شرعية فكرية تقي من الشبهات المتراكمة وتعالجها، بل وتضع أسسًا لكيفية جدال الملحدين أو المشككين وبناء الأصول والثوابت لتعزيز اليقين بالإسلام، كمعرفة دلائل إثبات وجود الله تعالى وكمال صفاته، وبراهين النبوة والقرآن الكريم، والرد على شبهات فكرية معاصرة عديدة مثل حجية السنة والإجماع وظلم الإسلام للمرأة وقضية الحرية.
مؤلف كتاب سابغات: كيف نتعامل مع الشبهات الفكرية المعاصرة
أحمد بن يوسف السيد: نشأ بمدينة ينبع بالسعودية، اهتم في صغره بطلب العلم الشرعي فحفظ القرآن في سن العاشرة بجانب بعض المتون العلمية الأخرى، سافر إلى المدينة المنورة ليكمل دراسته الجامعية، وحصل فيها على البكالوريوس من الجامعة الإسلامية.
اهتم بالقضايا الفكرية المعاصرة وعلم الحديث، وأسس عدة مشروعات لتسهيل دراسة العلوم الشرعية، كالبناء المنهجي والفكري وتسهيل السنة وبرامج أخرى لرد الشبهات، مثل صناعة المحاور، وله عدة مؤلفات أشهرها: “أفي السنة شك” و”أصول الخطأ في الشبهات المثارة ضد الإسلام وثوابته”.