شبهات حول الرسول (صلى الله عليه وسلّم) والقرآن
شبهات حول الرسول (صلى الله عليه وسلّم) والقرآن
تتنوع دلائل النبوة بين العقلية والنقلية وترتبط ارتباطًا وثيقًا مع براهين القرآن الكريم، فمنها للمثال لا للحصر، صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وأخلاقه ومكانته في قومه قبل الدعوة، كما أن من السهل تمييز الكذب كلما كبر الادعاء، فشخص يقول إنه ينزل عليه وحي من السماء من السهل أن يكشف كذبه مع الأيام، ولكن ما أتى به القرآن من أخبار غيبية عن الأمم السابقة وأحداث مستقبلية والمستوى اللغوي المعجز الذي تحدى به الله تعالى العرب في صناعتهم وفخرهم، وآياته يشد بعضها بعضًا في تعجيز رهيب يخلو من أقل تناقض.
بالإضافة إلى كمال تشريعات القرآن الكريم، ومدى علو آدابه وتميزها، والمعجزات الحسية التي رزقها نبينا كانشقاق القمر ورحلة الإسراء والمعراج، وورود أخبار من النبوات السابقة تبشر بقدوم النبي صلى الله عليه وسلم.
وكثيرًا ما يحاول أصحاب الشبهات النيل من الجناب المحمدي من خلال مواقف سيرته، كموقف الزواج من السيدة عائشة رضي الله عنها بحجة أنها مازالت طفلة في التاسعة من عمرها، متجاهلين عمدًا أو جهلًا اختلاف سن البلوغ من بيئة لأخرى حسب ظروفها، وأنه لم يقع الضرر، بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم خطبها منذ سنها السادسة وانتظر حتى البلوغ، وإن كان ما فعله خطأ لكان أول من استغل هذا هم كفار قريش، ولكن هذه الشبهة معاصرة بامتياز نتيجة ظروف الغرب الحالية في التعامل بين الجنسين.
وأيضًا من الشبهات قتل المسلمين وطردهم لبني قريظة من ديارهم، مستبعدين خيانة عهدهم مع المسلمين وغدرهم في غزوة الأحزاب بالتعرض لنساء وأطفال المسلمين بالأذى والاتفاق مع المشركين للإغارة على ظهور المسلمين، ورغم ذلك لم يتعرض المسلمون لنسائهم ولا أطفالهم بأذى.
الفكرة من كتاب سابغات: كيف نتعامل مع الشبهات الفكرية المعاصرة
منذ أن تفتح عينيك صباحًا حتى تنام، فأنت تتعرض لكميات هائلة من المدخلات، يتأثر بها الجميع على مختلف أعمارهم ومستوياتهم العلمية، فعصرنا يمتاز بالسيولة الفكرية الشكاكة والفوضوية والهدامة، ومن أكثر المجالات التي تضررت بتلك الموجات هي الدين، خصوصًا وأن أكبر شريحة متأثرة بما في وسائل التواصل الاجتماعية هم المراهقون والشباب، ولا يخفى على أحد مدى أهمية تلك الشريحة العمرية في مجال الدعوة والبذل والعطاء وتحمل المسؤولية نحو دينهم.
سيساعدنا الكتاب على بناء منهجية شرعية فكرية تقي من الشبهات المتراكمة وتعالجها، بل وتضع أسسًا لكيفية جدال الملحدين أو المشككين وبناء الأصول والثوابت لتعزيز اليقين بالإسلام، كمعرفة دلائل إثبات وجود الله تعالى وكمال صفاته، وبراهين النبوة والقرآن الكريم، والرد على شبهات فكرية معاصرة عديدة مثل حجية السنة والإجماع وظلم الإسلام للمرأة وقضية الحرية.
مؤلف كتاب سابغات: كيف نتعامل مع الشبهات الفكرية المعاصرة
أحمد بن يوسف السيد: نشأ بمدينة ينبع بالسعودية، اهتم في صغره بطلب العلم الشرعي فحفظ القرآن في سن العاشرة بجانب بعض المتون العلمية الأخرى، سافر إلى المدينة المنورة ليكمل دراسته الجامعية، وحصل فيها على البكالوريوس من الجامعة الإسلامية.
اهتم بالقضايا الفكرية المعاصرة وعلم الحديث، وأسس عدة مشروعات لتسهيل دراسة العلوم الشرعية، كالبناء المنهجي والفكري وتسهيل السنة وبرامج أخرى لرد الشبهات، مثل صناعة المحاور، وله عدة مؤلفات أشهرها: “أفي السنة شك” و”أصول الخطأ في الشبهات المثارة ضد الإسلام وثوابته”.