شبكة الاتصالات
شبكة الاتصالات
تعد شبكة الاتصالات الجيدة والآمنة أحد أهم أشكال البنى التحتية في أي بلد، فهي بمثابة الجهاز العصبي في البشر ومن دونها تتفكَّك أوصاله، ولا شك أن التقدم الحاصل اليوم في الثورة الرقمية يرتكز أساسًا على التطور الحاصل في مجال تكنولوجيا الاتصالات، فظهور شبكة الإنترنت واستخدام الألياف الضوئية محل الكابلات العادية، أحدث نقلة نوعية في العديد من المجالات، وأصبح العالم بفضل تلك التقنيات قرية صغيرة تجمع البشر جميعًا، بالإضافة إلى ثورة التطبيقات الاقتصادية والعسكرية الهائلة والتي أنتجت طلبًا متزايدًا ومستمرًّا على نظم الاتصال الحديثة.
لذا يمكن القول إن ثورة الاتصالات القائمة اليوم أدت إلى سحق قوانين المكان وأزالت الفواصل والجدران، مما كان سببًا في طوفان من التقنيات الحديث شملت جميع أنشطة البشر، كظهور التجارة التكنولوجية ومنتجاتها المختلفة من نقل الأموال والسلع والبضائع، فأصبحت الأسواق بذلك متاحة للجميع، وكذلك أتاحت تقنيات الاجتماع الأونلاين فرصة المشاركة عبر الفضاء الإلكتروني، كذلك معايشة ما يجري من أحداث من المنزل عبر تقنيات الواقع الافتراضي المعزز، وظهرت لنا في العصر الحديث الجامعات والمعاهد العلمية الافتراضية التي أصبحت اليوم مصدر تعلمٍ للملايين حول العالم، كل تلك التغييرات وأكثر لم تكن لتحدث لولا تطور تكنولوجيا الاتصالات اليوم.
ونتيجة لكل ما سبق، بات واضحًا الآن أن قطاع الاتصالات يعد أحد المجالات الواعدة في المستقبل، لا سيما أن جميع القطاعات الأخرى بلا استثناء تقريبًا تتوقف فاعليتها على وجود نظم اتصالات جيدة، خاصةً القطاعات الاقتصادية والعسكرية والصحية، ويمكن تلخيص أسباب فجوة الاتصالات في الدول النامية في عاملين أساسيين؛ الأول هو ارتفاع تكلفة تشييد بنية تكنولوجية قوية وفقًا لمتطلبات الحاضر والمستقبل، لا سيما مع ضعف القوة الشرائية لمواطني دول العالم الثالث مما يجعل الطلب الكلي غير مربح للمستثمرين، أما العامل الثاني فيتمثل في تلك المناطق النائية والتي يصعب وصول الخدمات إليها نتيجة عزلتها الجغرافية.
الفكرة من كتاب الفجوة الرقمية.. رؤية عربية لمجتمع المعرفة
تعد الفجوة الرقمية البادية أمامنا اليوم مثالًا صارخًا على مدى حدة أزمة العقل العربي، في ظل عجزه عن مواجهة العديد من المشكلات في مختلف المجالات، نتيجة ترسيخ عقدة التخلف الحضاري بيننا وبين الغرب، ولكن يظل هناك بعض الأمل، فكل أزمة تنطوي على فرص لا تتيح فقط إمكانية الخروج منها، بل تدفع إلى الانطلاق واللحاق بمن سبقوا، من هنا تنبع أهمية هذا الكتاب حيث يستشرف المستقبل، ويوقفك على جذور المشكلة الرقمية التي يحياها العالم العربي، كما يحاول طرح الحلول الواقعية للخروج من تلك الأزمة والاستفادة منها.
مؤلف كتاب الفجوة الرقمية.. رؤية عربية لمجتمع المعرفة
الدكتور نبيل علي: دكتوراه في هندسة الطيران، رائد معالجة اللغة العربية حاسوبيًّا وتعريب نظم المعلومات على المستويين العربي والعالمي، وله أكثر من 15 دراسة في مجال التنمية المعلوماتية بالوطن العربي لمنظمات أليكسو، والإسكوا، واليونسكو، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، كما أن له عدة كتب في مجال المعلوماتية منها: “اللغة العربية والحاسوب”، و”العرب وعصر المعلومات”، و”تحديات عصر المعلومات”.
الدكتورة نادية حجازي: دكتوراه في هندسة الحاسبات، وتعمل أستاذة بمعهد بحوث الإلكترونيات، المركز القومي للبحوث، كما عملت مستشارة بوزارة الاتصالات والمعلومات ووزارة التعليم، وعضو اللجنة الاستشارية لتنمية أفريقيا في مجال الاتصالات والمعلومات، ولها العديد من البحوث والدراسات في مجالات اللغويات الحاسوبية وهندسة الاتصالات والترجمة الآلية ونظم استرجاع المعلومات والبرمجيات التعليمية.