شبكة الإنترنت
شبكة الإنترنت
تطورت شبكة الإنترنت عبر مراحل عديدة بدأت في السبعينيات لأغراض عسكرية وعلمية، حينما أنشأتها وكالة “داربا | DARPA” التابعة للجيش الأمريكي، لتسهيل الاتصال بين أفراد الجيش وتوفير شبكة أمنية سرية ضد أي هجومٍ نووي، ثم استُخدِم بشكلٍ أوسع في المجالات الأكاديمية، وفي التسعينيات اخترع “تيم بيرنرز-لي | Tim Berners-Lee” الشبكة العالمية التي أصبحت في ما بعد وسيلة اتصالٍ عالمية، وبداية ظهور متصفحات الإنترنت كروم وفايرفوكس وأوبرا وإنترنت إكسبلورر.
وفي فترة وجيزة حدثت طفرة كبيرة في عالم الإنترنت عندما استخدمته الشركات الأمريكية في إدارة الأعمال التجارية، فأنشأت المواقع التجارية “دوت كوم | com.” التي أسهمت في نمو الويب والتجارة الإلكترونية، وظهر على إثرها شركات تجارية ربحية مثل أمازون وeBay، ثم انضمت إليهم مواقع جوجل ويوتيوب للتربُّح من الإعلانات التي تُنشَر ضمن محتوياتها.
كان التطور الأكبر في الإنترنت عندما نشأ “الويب 0.2″، الذي أتاح للأجهزة الرقمية، كالحاسوب والتابلت وألعاب الفيديو والهواتف الخلوية، الاتصالَ عبر الإنترنت والتفاعل عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وبِنترست وتويتر ويوتيوب، ثم توسعت إمكانيات النت توسعًا كبيرًا، فتحول المستخدمون من مجرد هواة إلى صحفيين وعلماء وباحثين من خلال استخدام الويب www لإنتاج محتويات ثقافية مجانية، تحقق أرباحًا ضخمة للشركات الكبرى والعلامات التجارية، بالاعتماد على أعداد من يبدون الإعجاب به على فيسبوك ويوتيوب، وعلى الرغم من أن الإنترنت يوحي للمستخدمين بأنهم يمتلكون الويب وأنه يوفر ميادين متكافئة الفرص لتحقيق الملايين، فإنه يشجع على الاحتكار الإعلامي.
الفكرة من كتاب الحياة الرقمية: الثقافة والسلطة والتغير الاجتماعي في عصر الإنترنت
الثورة التقنية هي الثورة الرابعة في وسائل إنتاج المعرفة، وقد تبعت الثورات الثلاثة في اللغة والكتابة والطباعة، وأحدثت في مجتمعاتنا تغيرات وتطورات هائلة أربكت عقولنا، فبعض الأشخاص متيمون بالتقنيات الرقمية الحديثة وقدراتها العظيمة، وآخرون يشعرون بالذعر من كونها بداية نهاية العالم الإنساني، لكن معظمنا ما زال يتساءل إلى الآن: هل ستعمل الثورة الرقمية على تحسين حياتنا أم إفسادها؟
إن هذا الكتاب لا يهدف إلى الجزم بإيجابيات التطور الرقمي أو العكس، بل يتعمق داخل التغيرات الاجتماعية والثقافية والسياسية الناتجة عن انغماسنا في العالم الرقمي، كما يلقي الضوء على دور التقنيات الرقمية، كالإنترنت والألعاب الرقمية والتعليم الإلكتروني في حياتنا، ويناقش جوانبها الإيجابية والسلبية كافة بحيادية تامة ،كي نتفادى مخاطرها ونحقق الاستفادة القصوى منها فنجعل عالمنا أفضل.
مؤلف كتاب الحياة الرقمية: الثقافة والسلطة والتغير الاجتماعي في عصر الإنترنت
توماس فيرنون ريد: أستاذ الدراسات الإنجليزية والأمريكية بجامعة واشنطن، وأستاذ زائر بجامعتي يورك وتورونتو، من مؤلفاته:
The Art of Protest.. Culture and Activism from the Civil Rights Movement to the Streets of Seattle.
معلومات عن المترجمة:
نَشْوَى مَاهِر كَرَم الله: حاصلة على الدكتوراه من كلية البنات جامعة عين شمس قسم أصول التربية، ترجمت عدة مؤلفات منها: “خرافة الزعيم القوي”.