شؤم المعصية
شؤم المعصية
من شؤم المعصية على نفس المسلم، أنها حرمان من التوفيق في طلب العلم، وسبب في تأخر الرزق، يقول (ﷺ): “وإن الرجل ليُحرَم الرزق بالذنب يصيبه”، ويقول في ذلك سفيان الثوري: “إني لأعرف ذنبي في خلق امرأتي، ودابتي وفأرة بيتي”، وتتابع المعاصي يحرمك من الطاعات، حتى يقول سفيان: “حُرمت قيام الليل أربعة أشهر بذنب”، فالمعاصي تقود إلى معاصٍ أخرى في سلسلة من الانحدار، كما تجلب الطاعةُ الطاعة.
وقد يتساءل البعض كيف نرى على الرغم من ذلك لبعض الفساق رفعةً ومكانة؟ فيجيب عن ذلك قول النبي (ﷺ): “إذا رأيت الله يُعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب، فإنما هو استدراج”، ثم تلا: ﴿فلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ﴾.
ومن مساوئ الذنوب وحشة القلب، وهوان المرء بين الناس، ويقول في ذلك حذيفة بن اليمان: “ما استخفَّ قومٌ بحق الله (عز وجل) إلا بعث الله عليهم من يستخف بحقهم”، ومن شؤم المعصية موت القلب، ومن علامات ذلك: الفرح بالذنب والمجاهرة به، وعدم الحزن على فوات الطاعة، والفرح برؤية أهل المعصية، والانقباض برؤية أهل الطاعة، والإصرار على الذنب وتأخير التوبة، وعدم إنكار المنكر، والمعاصي نذير بسوء الخاتمة والعياذ بالله، فمن عاش على شيء ختم له به، فاختر لنفسك خاتمتك.
الفكرة من كتاب هُبِّي يا ريح الإيمان
بعد أن فتَّ الضعف في عضد أمتنا، وكثرت الفتن والبلاءات والشهوات، حتى صرنا كما قال النبي كغثاء السيل، فقد نشأت الحاجة إلى ريح إيمانية تزيح عنا الضعف، وتنتشلنا من الشهوات، وتبثُّ فينا العزم والقوة، ليصح ديننا ويقوى إيماننا، ونعود خير أمة أخرجت للناس.
مؤلف كتاب هُبِّي يا ريح الإيمان
الدكتور خالد أبو شادي، دكتور صيدلي وداعية إسلامي مصري، ولد عام 1973 في محافظة الغربية، نشأ في الكويت ثم أكمل تعليمه الجامعي بمصر، وتخرج في كلية الصيدلة بجامعة القاهرة، اشتغل في دعوته على الجانب الروحي والإيماني وتزكية القلوب، وله عدد كبير من المؤلفات، والمرئيات على التلفزيون واليوتيوب.
من مؤلفاته:
ينابيع الرجاء.
صفقات رابحة.
أول مرة أصلي.
الحرب على الكسل.