سُداسية البناء العقدي
سُداسية البناء العقدي
تعتمد التربية العقدية على سُداسية يعمل عليها المُربِّي، وأولها تحديد مجالات من بيئة الطفل يمكن الحديث من خلالها عن العقيدة، وذلك بسؤال “ماذا يوجد حوله؟”، وبتحديد المجالات المُتاحة نبحث في توظيفها بطريقة تُساعدنا على بناء العقيدة، وثانيها اختيار المادَّة العملية وتصنيفها، وذلك لنتجنَّب الوقوع في الأخطاء العقدية، فيجب أن تكون مصادر الأبوين من الكتاب والسُنَّة، وأن يثبتوا لله ما أثبته لنفسه في كتابه أو أثبته له رسوله (صلى الله عليه وسلم) في سنَّته من غير تكييف ولا تمثيل، ولا تشبيه ولا تعطيل.
وثالثها تصنيف المادة العقدية حسب المجال المتوافر في بيئة الطفل، فنختار لكل مجال معلوماتٍ عقدية سهلة يمكننا الحديث عنها، ومثال ذلك أنه من المجالات المحيطة في بيئة الطفل “الأشجار” فنتحدَّث معه عن الإيمان بسعة علم الله، ونذكر قوله تعالى ﴿وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا﴾، ونحدِّثه عن قدرة الله في إنبات البذرة الصغيرة لتصبح شجرة ضخمة، ورابعها معرفة المُربّي بقدراته وقدرات طفله، فلا يشترط المثالية والانضباط بكُل الأمور، فقليل دائم خير من كثير مُنقطع، وما لا يدرك كله لا يُترك جُلُّه، وقد يبارك الله تعالى في المعلومة العابرة بلا تكلُّف، فسؤال الله التوفيق هو أصل تربية الطفل.
وخامسها معرفة التحديات والفُرص، فالتحديات كإدمان الطفل على الألعاب الإلكترونية أو وجوده في بيئة غير إسلامية، أما الفرص كجودة العلاقة بين المُربي والطفل وشغف الطفل في المعرفة، فمبعرفة هذه الأمور يمكن للمُربي أن يستعد لها ويوظِّف الفرص في مساعدته، وسادسها تحديد الطُرق المناسبة لكل مجال، فبعد أن حدَّدنا المجالات المحيطة بالطفل والمادة التي يمكن توظيفها لبناء عقيدته من خلالها، نُحدِّد الوسيلة، فهل الحوار جيِّد هُنا، أم الأفضل نشاط عملي نوفِّر له أدواته؟
الفكرة من كتاب غرس محبة الله في الطفل
إن مرحلة الطفولة هي المرحلة المؤثرة في حياة الإنسان بأكملها، فمن اللازم بذل الجهود لضبط عقيدة الطفل وعلاقته بربِّه (سُبحانه وتعالى) بطريقة مناسبة لعالمه الصغير، بطريقة يسهل عليه فهمها وينجذب إليها، ويكون ذلك بإيقاظ فطرته السليمة من خلال التأمُّل والتساؤل واللعب، فهذا الكتاب يُقدِّم أبرز التوجيهات لغرس العقيدة الصحيحة في الطفل ويشرح كيفية توصيل المعلومة إليه من واقع بيئته، وذلك بناءً على استبيان انتشر حول العالم شارك فيه قرابة تسعة آلاف مُربٍّ.
مؤلف كتاب غرس محبة الله في الطفل
هدى إبراهيم بخاري: باحثة ومستشارة شرعية في برامج الأطفال.
عفاف سالم الثمالي: معلمة مهتمة بتدريس العقيدة للأطفال.
نورة مسفر القرني: حاصلة على ماجستير توجيه وإرشاد تربوي.
أسماء محمد الجراد: كاتبة وخبيرة تربوية.