سيليكون فالي في خطر
سيليكون فالي في خطر
قد يكون أخطر ما حملته هذه التسريبات هو مشروع يسمى PRISM، وهو الأكثر إثارة للقلق والسخرية في الوقت ذاته، إذ نشر سنودن معلومات تفيد أن الـ NSA تتنصت بشكل مباشر على مراكز المعلومات الخاصة بشركات التكنولوجيا العملاقة مثل أبل وجوجل وفيسبوك وغيرهم، ما يجعل الأمر الشديد الخطورة هو أنه يتحدى بشكل مباشر السياسات الترويجية لعمالقة التكنولوجيا في سيليكون فالي الذين يحملون شعارات الأمان والخصوصية كجزء أساسي من المنتج المصدر للعملاء، وبالطبع فإن ظهور هذه التسريبات يعني أن لوائح وقوانين الإنترنت في خطر كبير، إذ أشارت التسريبات إلى أن الوكالة تتجسس على مراسلات البريد الإلكتروني والمحادثات الشخصية ونتائج البحث عبر الإنترنت وحتى الملفات المتداولة، ولا يستهدف التجسس الجزء المرئي من المعلومات فقط، وإنما يشمل كذلك الجزء الوصفي الذي يحتوي المعلومات المصاحبة له بغرض توضيح السياق والتوقيت والموقع الجغرافي.
لم تقبل شركات سيليكون فالي اتهامها بالتنازل عن معلومات عملائها الشخصية لصالح وكالة الـ NSA ورفضتها بشدة، مع التصريح أن جميع المعلومات التي حصلت عليها الوكالة تمت عن طريق أمر قضائي أو دون علم هذه الشركات، إذ ذكرت شركة “فيسبوك” أن البيانات الشخصية لما يقرب من 18 إلى 19 ألف مستخدم تم تسريبها للوكالة والجهات المعنية بتنفيذ القانون مثل الـ FBI، كما أن أحد المديرين التنفيذيين بشركة جوجل اعترض على الحصول على هذه المعلومات بصورة مباشرة، موضحًا أنه لا يوجد باب خلفي مدمج خصيصى لمنح القدرة على التجسس، وهذه التسريبات وغيرها تمد الوكالة بمعلومات هامة لصالح مشروعها الذي يسعى إلى تكوين شبكة معلومات تربط بين مستخدمي الإنترنت، كتلك التي تصنعها وسائل التواصل الاجتماعي بين مرتاديها، وتدعي الوكالة أن الهدف من تلك الشبكة هو مراقبة العناصر المشتبه بها داخليًّا وخارجيًّا، وصد الهجمات الإرهابية المحتملة، بدعم من الحكومة الأمريكية التي سمحت بالتجسس على جميع المواطنين في ظل تشريع الفعل الوطني the patriot act.
الفكرة من كتاب ملفات سنودن: القصة الخفيّة لأكثر رجل مطلوب في العالم.
في اليوم الخامس من شهر يونيو عام 2013م، نشرت صحيفة الجارديان الأمريكية مقالًا حصريًّا؛ محتواه أن وكالة الأمن القومي بالولايات المتحدة الأمريكية NSA نفذت عمليات تجسس بحق مواطنيها عن طريق إجبار شركة الاتصالات Verizon بتسليم جميع السجلات الهاتفية الخاصة بعملائها، وقد استدلت الصحيفة على صحة هذه المعلومات بمجموعة ملفات تم تسريبها بواسطة أحد العاملين المجهولين بالوكالة.
لم تكن هذه المقالة هي الأخيرة من نوعها، فقد تلتها مجموعة من المقالات التي تحتوي المزيد من التسريبات وتتشارك الخبر المقلق ذاته؛ وهو انتقال عمليات التجسس من المجال الحربي والبحث عن المعلومات التكنولوجية لتعزيز الأمن القومي إلى المجال الشخصي، حيث يتم استهداف الأفراد العاديين والمواطنين بشكل دوري، مع الاحتفاظ بهذه المعلومات الخاصة بل وتوظيفها للملاحقة القانونية عندما يقتضي الأمر.
بالطبع أثارت هذه الأخبار الكثير من الجدل في الأوساط السياسية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي لتهديدها المباشر للحرية الشخصية وخصوصية الأفراد، ما أدي إلى نشوء مناظرات وظهور ردود أفعال عديدة حول الأمر، لاحقًا نُسِبَت هذه التسريبات إلى الموظف السابق بالوكالة “إدوارد سنودن”، الذي تعاون مع صحيفة الجارديان على نشر أكبر تسريب استخباراتي في العالم الحديث، يحتوي العمليات الشديدة السرية للتجسس التي تنفذها الولايات المتحدة الأمريكية على جميع المواطنين في العالم.
مؤلف كتاب ملفات سنودن: القصة الخفيّة لأكثر رجل مطلوب في العالم.
لوك هاردينج: هو مراسل صحيفة الجارديان للشؤون الخارجية في روسيا منذ عام 2007م، حتى تم ترحيله عام 2011م لنشره عدة مقالات شائكة عن السياسة الروسية تحت قيادة الرئيس “فلاديمير بوتين”.
حصل “هاردينج” على البكالوريا الدولية من جامعة أتلانتك، ودرس اللغة الإنجليزية في جامعة أوكسفورد، كما عمل مراسلًا في العديد من الدول، منها الهند وليبيا وأفغانستان، ومن مؤلفاته في مجال التسريبات الاستخباراتية: كتاب “ويكيليكس” الذي صدر عام 2011م بالتعاون مع الصحفي “ديفيد ليج” عن وقائع تسريبات ويكيليكس الشهيرة، وفي عام 2014 حصل “هاردينج” على جائزة جيمس كاميرون لمجمل أعماله المنشورة حول تسريبات “ويكيليكس” و”ملفات سنودن”.
من أهم مؤلفاته:
WikiLeaks: Inside Julian Assange’s War on Secrecy
Mafia State: How one reporter became an enemy of the brutal new Russia