سيكولوجية المُحارب

ثاني نموذج من النماذج الأصلية داخل كل الذكور هو نموذج الطفل البطل، وقد يظن الناس أن اتخاذ موقف نبيل تجاه قضية معينة هو أهم ما يميز البطل، ولكن في الحقيقة البطل هو مجرد صورة متقدمة للنفسية الصبيانية أو قمة التطور السيكولوجي للطاقة الذكورية للصبي، وهو يظهر بشدة في مرحلة المراهقة وهو غير مكتمل النضوج، وإذا لم يتم التعامل الصحيح معه سيمنع الرجل من الوصول إلى التطوُّر الذكوري الكامل.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

البطل إذا تم التعامل معه بصورة صحيحة يكبر فيصبح شخصية المحارب في صورته المتكاملة التي تتميَّز بالهجومية، وهي الشكل الإيجابي للعدوانية، أي إنه لا ينتظر أن يقع، بل يبادر هو بالهجوم، وهي نصف المعركة عندما تحدث في الظروف المناسبة، ويكون الذكر فيها يقظًا واعيًا، أو كما يقول الساموراي: “متأملًا بوعي”، ويدفع للنشاط والشحن والتحفيز والتخلِّي عن الموقف السلبي من مواقف الحياة الصعبة، فبدلًا من البكاء عند المواقف الصعبة تجده يسبقها برد فعل وتماسك، وفي حالة غياب الهجومية عند الرجل يتحوَّل إلى الذكر الناعم الذي لا يأخذ موقفًا تجاه أي شيء في حياته وينتظر أن تفاجئه الحياة على عكس المحارب الذي يضع الخطط.

شخصية البطل الصغير لو بالغنا معه في الشدة ستنتج لنا شخصية الطفل المتنمِّر المتهوِّر في الصغر الذي يكبر فيصبح شخصية البلطجي أو السادي، وهو القطب الموجب لشخصية ظل المحارب، أو يصبح جبانًا خائفًا أو مازوخيًّا يقبل الإهانة واستغلال الناس له عاطفيًّا وجسديًّا، وهو القطب السالب لظل المحارب.

وللتواصل الجيد مع شخصية المحارب يجب أن يدرك حتمية موته، وهذا لا يجعله يكتئب، بل بالعكس يجعله مفعمًا بالحيوية، ويتعامل مع الحياة بكل جدية وكأن كل عمل يقوم به هو الأخير، وكل شيء له معنى لا يفعل شيئًا دون هدف أو هباءً، لأنه يدرك اقتراب موته وحتمية انتهاء دوره، كما يجب عليه أن يمتلك هدفًا أكبر من مصلحته الشخصية كقضية وطنية أو دينية أو إخلاصه لربه المهم أن يكون هدفًا فوق شخصي يجعله على استعداد لفقدان روحه لتحقيقه.

في أعماق كل ذكر بنية أساسية للذكورة الناضجة والإيجابية، وتسمى بالنماذج الأصلية الأربعة وهي (ملك- محارب- ساحر- محب)، فهذه النماذج تمدنا بالقواعد الأساسية لسلوكنا وأفكارنا ومشاعرنا.

فيحدثنا هذا الكتاب عن كيفية اكتشاف هذه النماذج منذ الصغر وكيفية التعامل الصحيح معها لنمو هادئ وناضج عن طريق استعراض الخلفية التاريخية للنماذج السيكولوجية الأربعة عبر مختلف القارات والحضارات والأديان، وهو ما يسمى بالميثولوجيا، ومخاطبة الوعي الفردي والجماعي، وكيف نعالج مشكلة فقدان الهوية الشخصية والجنسية للذكور والرد على النسوية الراديكالية التي تهاجم النسوية المعتدلة وتهاجم فكرة الذكورة نفسها، وتحاول تسطيح دور الذكور دون النظر حتى إلى أفعالهم.

روبرت موور Robert L. Moore: محلل نفسي وأستاذ في علم النفس والأديان في الكلية الإكليريكية العليا بشيكاغو، ومحاضر في مؤسسة كارل يونج.

دوجلاس جيليت Douglas Gillette: فنان ومستشار ديني وباحث في مجال الأساطير القديمة ومؤسس جمعية روحانية العلم.

وقبل أن يتوجَّه المؤلفان إلى مجال التأليف والكتابة كانا يعملان محاضرين ومحللين نفسين واستشاريين يونجيين (أي تابعين لمدرسة كارل يونج في التحليل النفسي)، وباحثين في الميثولوجيا والأديان.