سيكولوجية العنصرية
سيكولوجية العنصرية
في تجربة أجريت على مجموعة من الأشخاص، عُرِضَت صور لفئات مختلفة من الناس مع ملاحظة شعور المجموعة الذي تباين من شعور بالشفقة تجاه المشردين وشعور بالفخر تجاه الرياضيين، وعندما عُرِضَت هذه الصور مرة أخرى مع آلة للتصوير الدماغي وملاحظة نشاط أدمغة المشاركين، أضاءت في أدمغتهم المناطق المسؤولة عن التقزز وهي المناطق نفسها المسؤولة عن شعورنا تجاه القمامة، وذلك حين عُرضت صور المشردين أو مدمني المخدرات، وعلى الرغم من تبني هؤلاء المشاركين قيمًا تدعم المساواة، فإن تفكيرهم التلقائي وردود أفعالهم اللا واعية خالفتهم الرأي، فهل نحن حقًّا متحيزون بالفطرة؟
تشير أبحاث علم الأعصاب إلى أن معظمنا لا يدرك التحيزات التي يضمرها، لأنه على عكس العصور القديمة التي كانت فيها التحيزات معلنة ويمكن تمييزها، تأخذ تحيزات العصر الحالي أشكالًا أكثر خطورة، فعندما ننظر إلى شخص ما فالعرق واللون هما أول ما يميزه الدماغ، وفي عديد من التجارب التي أجريت على أشخاص من ذوي البشرة الفاتحة، لاحظ العلماء توهج المناطق الدماغية المسؤولة عن الحذر عند عرض صور أشخاص من ذوي البشرة السوداء، وعدم توهج المناطق نفسها عند عرض صور لأشخاص من لونهم، لذا هل نحن محكومون بالعنصرية نتيجة لطبيعتنا البشرية؟
أظهرت الأبحاث الحديثة أن العنصرية هي نتاج لعديد من التقلبات الثقافية والاجتماعية ويمكن التحكم فيها، مما يعني أنها ليست حتمية أو فطرية، ففي تجربة أجريت من خلال عرض صور لذوي البشرة السوداء على أشخاص من ذوي البشرة البيضاء وحين سُئِلوا عن نوع الخضار المفضل لأصحاب الصور، أضاءت مناطق في الدماغ مختلفة عن تلك التي أضاءت قبل طرح هذا السؤال، مما دلّ على أن تجاهل الأعراق والنظر إلى الصفات يجعلنا نرى المختلفين عنا أفرادًا مثلنا بدلًا من أعراق أو كيانات.
ويمكننا أن نتغلب على التحيز من خلال التعامل مع المختلفين عنا بتفاؤل صادق وابتسامة، إذ أظهرت الأبحاث أن للابتسام تأثيرًا مستقلًّا يساعد الأفراد على فصل توقعاتهم ومشاعرهم المشوهة عن الأعراق المختلفة، كما يمثل طريقة فعالة وإيجابية بدلًا من التعليمات المباشرة.
الفكرة من كتاب هل نولد عنصريين؟ إضاءات جديدة من علم الأعصاب وعلم النفس الإيجابي
يتبادر إلى أذهان معظمنا أن العنصرية والتحيزات انتهت مع الانفتاح الثقافي للمجتمعات والعولمة، التي جعلت التفاعل بين الأعراق المختلفة ليس بالأمر المستغرب، ومع ذلك فالحقيقة أن العنصرية والتحيزات لم تنتهِ، ولا يزال هناك عديد من الصور النمطية السيئة التي تلاحق الأقليات أو الأعراق المختلفة، ويوجد أيضًا التمييز العنصري المبني على الجنس داخل أماكن العمل، وعدم توافر الفرص الأكاديمية نفسها أو العناية الصحية لأعراق دون الأخرى.
فهل من الممكن التغلب على التحيزات العنصرية غير المعلنة؟ وهل يمكن للصور النمطية السيئة أن تختفي؟ وكيف يمكننا تعزيز المساواة داخل المدارس وتربية الأطفال بشكل أفضل؟ وهل يمكن للعنصرية أن تختفي تمامًا أم إننا عنصريون بالفطرة؟
يجيب الكتاب عن هذه الأسئلة وغيرها الكثير من خلال مجموعة من دراسات علم الأعصاب عن السلوك البشري، ونصائح من علم النفس الإيجابي.
مؤلف كتاب هل نولد عنصريين؟ إضاءات جديدة من علم الأعصاب وعلم النفس الإيجابي
سوزان تافتس فيسك: عالمة نفس أمريكية الجنسية، تعمل أستاذ في قسم علم النفس بجامعة برينستون، ولها إسهامات عدة في مجال علم النفس، منها: تطوير نظرية التحيز الجنسي المتناقضة، ولها عدة مؤلفات، منها:
Social Cognition, from Brains to Culture
ديفيد آموديو: عالم أمريكي الجنسية في مجال علم الأعصاب الاجتماعي، ويُذكر له دوره البارز في تطوير المجال.
رودولفو مندوزا-دينتون: أستاذ في علم النفس بجامعة كاليفورنيا، كما يساعد في إدارة مختبر بيركلي للأبحاث النفسية المتعلقة بالعلاقات والإدراك الاجتماعي.
آنيتا فومان: عالمة في مجال الاتصال التنظيمي، حازت على شهادتي الماجستير والدكتوراه من جامعة تمبل، وعملت كأستاذة في جامعة ويست تشيستر.
ميريديث ماران: مؤلفة، وناقدة وصحفية، أمريكية الجنسية، ولها عدة مؤلفات شهيرة، منها:
What it’s Like To Live Now
معلومات عن المترجمة:
جهاد الشبيني: مترجمة وصحفية مهتمة بمجال التعليم وريادة الأعمال، ولها عديد من الأعمال المترجمة، منها:
مغامرات توم سوير.
لماذا الحرب؟ المناظرة بين فرويد وآينشتاين.