سيدة الكواكب
سيدة الكواكب
الشمس سيدة الكواكب ومصدر النور والحرارة وسبب نمو النبات وخصوبته، وهي كبيرة الحجم وتبعد عن الأرض (٩٣) مليون ميل، ومادة الشمس غاز منضغط كثيف، والعناصر التي تتكوَّن منها نفس عناصر الأرض، ولكنها انصهرت وأصبحت غازًا بسبب شدة حرارة الشمس، والجاذبية الشديدة في الشمس تمنع الغازات من الانتشار وتضغطها بشدة، والحرارة الشديدة تزيد من بُعد عناصرها فتصبح مادة الشمس أخفَّ من مادة الأرض.
الشمس بها بقع وكَلَف، والبقع كثيرة ومتحرِّكة على سطحها، والكلَف يتكوَّن من مناطق قاتمة اللون في وسطها بقعة سوداء تظهر كأنها فجوة عميقة، وتكثر وتقل كل عشر سنوات إلى إحدى عشرة سنة وترتبط كثرتها وقلَّتها بقوة وضعف مغناطيسية الأرض، ويعتقد أن لها علاقة بنزول الأمطار، وسبب البقع والكلف مواد تخرج من باطن الشمس إلى السطح فتنتشر عليه.
تدور الشمس حول محورها مرة كل ٢٤ يومًا وستة أعشار اليوم عند خط الاستواء، ونحو ٣٠ يومًا عند عرض (٧٥) درجة، وهذا الاختلاف يرجع إلى أن مادة الشمس لا تدور كلها حول محورها في وقت واحد، ويحدث نور الشمس من قوة دافعة فيها ويصل إلى الأرض من خلال تموُّجات مادة تملأ الكون تسمى الأثير، والقوة الدافعة في الشمس هي مصدر كل قوة تحدث في الأرض، وحرارتها ضعف الحرارة اللازمة لصهر أشد المعادن، وتتولَّد حرارة الشمس بسبب تحلُّل دقائق عناصرها، وهذه الحرارة تكفيها لملايين السنين فلا تبرد كما يبرد الجسم الحار عند انبعاث الحرارة منه في الفضاء.
الشمس تقسم الزمان إلى أقسام متساوية، فهي تقسمه إلى السنة الشمسية وهي (٣٦٥) يومًا، وتقسم السنة إلى أربعة فصول مرتبطة بالشمس، وإلى أيام كل يوم ليلًا ونهارًا، وفصول السنة وطول الليل والنهار وقصرهما تابع لجهة شروق الشمس.
الفكرة من كتاب بسائط علم الفلك وصور السماء
علم الفلك هو أول علم بحث الإنسان في قواعده وأدق علم وصل إليه الإنسان، وقد يستثقل الفرد البحث والقراءة فيه ويصعب عليه فهمه، وقد بسط العالم يعقوب صروف هذا العلم ليفهمه العامة، وبأسلوب بديع يعرض الكاتب ما توصَّل إليه العلماء في علم الفلك، ومظاهر الكون المختلفة، بعد قراءة هذه البسائط لن تمرَّ عليك مظاهر الكون مرار الكرام، وسوف تستشعر بداخلك عظمة وإبداع الخالق.
مؤلف كتاب بسائط علم الفلك وصور السماء
يعقوب صروف: عالم وأديب وصحفي لبناني، من أبرز رجال النهضة العلمية الحديثة، ولد في لبنان عام (١٨٥٢) وانتقل إلى مصر عام (١٨٨٥)، وهو حاصل على درجة البكالوريوس في العلوم وعلى درجة الدكتوراه في الفلسفة، قام بتدريس العلوم والرياضيات والفلسفة لمدة أحد عشر عامًا في الكلية السورية في بيروت، وتولى رئاسة جمعية شمس البر في بيروت ورئاسة المجمع العلمي الشرقي، وأسهم في نقل العلوم والمعارف إلى اللغة العربية، أصدر مجلة “المقتطف” بالتعاون مع الدكتور فارس نمر التي تنوَّعت موضوعاتها بين الأدب واللغة والعلوم الحديثة وكانت تنشر مقالات لنخبة من الكتاب، وقد قام بنشر العديد من المقالات العلمية، وأبدع في كتابة مقالات المجلة مثل “نوابغ العرب والإنجليز”، وكانت أبرز ما تركه في الأدب والعلم، وأشرف عليها حتى وفاته.
من مؤلفاته كتاب “أمير لبنان”، و”فكتوريا ملكة الإنجليز وإمبراطورة الهند”، وقام بترجمة العديد من الكتب، ومنها: “سر النجاح”، و”الحرب المقدَّسة”.