سيدات حول هتلر
سيدات حول هتلر
أشار القادة على هتلر بتنفيذ خطة تقضي بسحب القوات الألمانية من القسم الشمالي من الجبهة الغربية لوقف تدفق الروس، ولكن ما كاد يطلع النهار التالي حتى تلاقت مجموعتا الجيوش الروسية الشمالية الشرقية والشمالية الغربية ناجحةً في خطتها بالتطويق على برلين بشكل ملقاط جبار، وكان أول نذير للنهاية هو أمْر هتلر بإحراق كل أوراقه الخاصة، وإحضار حبيبته إيفا براون وأمينتي سره السيدتين كريستيان ويونجه وكذلك طباخته الآنسة مانزبالي لتجهيزهن لمغادرة برلين، لكنهن قد رفضن.
وها هي اللحظة التي يجلس فيها هتلر كعادته مع إيفا براون وحوله أمينات سره في آخر أيامهم، ويحمل معه أنبوبًا به سائل سيانيد البوتاسيوم، وهو سم يقتل من يتناوله في دقائق، وبينما كانت المدافع تقصف برلين نهارًا وليلًا، ظل يتحدث معهن عن حياته وعن الصعاب التي واجهها وعن خصومه، ويتحدث الكاتب عن مصير أولئك النسوة بعد سقوط ألمانيا، فالسيدة كريستيان لم تمُت وأكملت حياتها في حجرة صغيرة تحت الأرض مع والديها في بيرشتسغادن، بعدما شقَّت طريق النجاة وسط جماعات اللاجئين والخراب، أما السيدة مانزيالي فلم تنجُ وإنما تناولت ذلك السم، بينما استطاعت ترودل يونجه الهرب متنكرة بزي الرجال إلى ميونيخ، أما أقربهن إلى هتلر، إيفا براون، فقد أصرَّت على البقاء بجانبه حتى انتحرا معًا بالسم.
تحدث الكاتب عن السيدة يونجه التي حكت له أن هتلر كان كثيرًا ما يتحدث عن سياسته ومبادئه، لكنه لم يعترف لهم بخطأ من أخطائه، حتى في هذه الساعات الحرجة ولم يعترف حتى بأنه مسؤول عن نهاية ألمانيا المحزنة هذه، كما ذكرت أن أشد رفاق هتلر ولاءً له هو الدكتور غوبلز وزوجته، وظلا متعلقين به في ملجئه حتى انتحارهم، وقد ازداد شك هتلر في من حوله في أيامه الأخيرة، فعندما بدأ المرض يشتد عليه، قرر صرف طبيبه المخلص الدكتور موريل من خدمته.
الفكرة من كتاب عشرة أيام بين هتلر والموت
لم يكن هتلر بالرجل الاقتصادي، ولم يكن كذلك بالقائد العسكري، ولربما هذا ما جعل العالم والدول العظمى آنذاك لا تقدِّر نفوذه وفعله، حتى فعل ما فعله، لكنه كان سيد خطباء القرن العشرين كما وصفه الكاتب، وكم جهل العالم وقتها أن الخطابة هي أفتك سلاح بعد القنبلة الذرية، وكما شهد العالم تعاظم قوته، شهد أيضًا وصولها إلى الهاوية، فكيف كان وضع ذلك الرجل الذي احتاج العالم أن يتحد من أجل القضاء عليه في آخر عشرة أيام في حياته؟
مؤلف كتاب عشرة أيام بين هتلر والموت
ميكائيل موسمانو: كاتب وقاضٍ سياسي، عمل ضابطًا مساعدًا خلال الحرب العالمية الثانية، وشهد استسلام الألمان عام 1945م، ثم عمل قاضٍيًا في محكمة نورمبرغ، وهو أحد المحققين والقضاة في دعوى نورمبرغ التاريخية ومحاكمة القادة النازيين بعد الحرب، استطاع عن طريق الشهادات الخطية والشفهية لشخصيات كانت على اتصال مباشر بهتلر كقادته، وأمناء سرِّه ومرافقيه وخَدَمِه، وخلال تحقيقات استمرت لثلاث سنوات متواصلة، جمع المعلومات الدقيقة عن آخر عشرة أيام في حياة أدولف هتلر في هذا الكتاب الوحيد له.