سيداتٌ في بيت النبوة
سيداتٌ في بيت النبوة
لنا في بنات النبي وأزواجه أسوةٌ حسنة، أولى زوجاته خديجة (رضي الله عنها) ماتت في أول البعثة، ولم يتزوج غيرها من النساء في حياتها، ورُزق منها بناته -رضي الله عنهن- زينب وأم كلثوم ورقية وفاطمة سيدة نساء هذه الأمة، قال عنها رسول الله (ﷺ): “إِنَّما فاطِمةُ بَضْعةٌ مِنِّي، يُؤذيني ما آذاها”، وهي زوجة علي بن أبي طالب الذي أكرمه الله بالإسلام منذ صغره، وأم الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة.
ومن أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن- سودة بنت زمعة، وعائشة بنت أبي بكر الصِّديق التي أحبت النبي (ﷺ) حبًّا شديدًا وكانت أحب الناس إليه، وقد جمعت علمًا واسعًا مما عاشته في بيت النبوة من أحاديث رسول الله (ﷺ) وأحواله، فكانت مرجعًا ومقصِدًا للمسلمين وطلاب العلم زمنًا طويلًا، وحفصة بنت عمر الفاروق الصوَّامة القوَّامة التي حُفظ القرآن في بيتها بعدما جُمع في عهد أبي بكر، وأمُّ سلَمة (هند) بنت زاد الركب التي كانت مشورتها خيرًا يوم صلح الحديبية، إذ أشارت على رسول الله (ﷺ) حين لم يتبع أصحابه أمره ألا يكلم أحدًا منهم حتى ينحر بُدْنه ويحلِق، فلما رأى الناس ذلك قاموا يفعلون مثله.
أما أم حبيبة (رملة) بنت أبي سفيان بن حرب، فقد آمنت مخالفةً أباها في شركِه وهو من سادات مكة، وهاجرت مع زوجها إلى الحبشة فارتدَّ هناك عن دينه فلم تتبعه وثبتت، فأرسل رسول الله (ﷺ) يخطبها، واستقبلها مع مهاجري الحبشة العائدين وقد فتح الله عليه خيبر، وأما زينب بنت جحش، فقد سلمت لأمر الله ورسوله في زواجها من زيد بن حارثة مولى رسول الله، مع أنها ابنة بيتٍ نسيبٍ شريف، فكان عاقبة تسليمها أن صارت زوجة النبي (ﷺ)، وزوَّجها الله من فوق سبع سماوات وكانت تفاخر بذلك على نساء النبي، وتقول: “زوجكن أهلكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سماوات”، وكانت تعمل بيدها وتتصدق، وكانت أطول نساء النبي (ﷺ) يدًا في الجود والصدقة وأسرعهن لحوقًا به (ﷺ).
الفكرة من كتاب نساءٌ حول الرسول
كان لنساء المؤمنين في عصر النبوة دورٌ كبيرٌ في نشر الدعوة ونُصرة الإسلام، سطرن بمواقفهن أسطرًا ذهبيةً وصفحاتٍ مُشرقةً في تاريخه، وهن خيرُ مثال وقدوة للمرأة في كل عصر، ويصحبنا هذا الكتاب لننظر معًا في سير ومواقف بعض النساء اللاتي كنَّ حول رسول الله (ﷺ).
مؤلف كتاب نساءٌ حول الرسول
أحمد الجدع: كاتبٌ وأديب فلسطيني. ولد عام 1941، درس في فلسطين حتى نال شهادة الدراسة الثانوية الأردنية ثم الثانوية العامة على النظام المصري (التوجيهية)، وفي عام 1970 حصل على شهادة الليسانس في اللغة العربية، في جامعة بيروت العربية، وبعدها حصل على دبلوم عام في التربية وعلم النفس من جامعة قطر، وفي عام 1982م حصل على دبلوم خاص في التربية وعلم النفس من الجامعة نفسها.
عمل بالتدريس، وعمل كذلك مديرًا لدار الضياء للنشر والتوزيع، وقد أثرى المكتبة العربية بمؤلفاتٍ في الأدب والتراجم وغيرها، منها: “ألقاب الصحابة: مصادرها وقصصها وأهدافها”، و”صحابياتٌ ومواقف”، و”أبو سفيان بن حرب: من الجاهلية إلى الإسلام”، و”أحمد ديدات: حياته، نشاطه، مناظراته”، و”دواوين الشعر الإسلامي المعاصر – دراسة وتوثيق”.