سياسة الحب

يختبر الفعل السياسي ما يقدر الجميع على فعله، ويمكن تصنيف السياسة في السؤال الآتي: ما الذي يقدر الأفراد على فعله، كي يجتمعوا ويتقابلوا وينظموا ويقرروا؟ ففي الحب يرتبط الأمر بمدى قدرة الطرفين على الاجتماع والتعامل مع الاختلاف القائم وجعله بنَّاءً، وفي السياسة يرتبط الأمر بمدى قدرة أعداد كبيرة على الإبداع تحت المساواة، وعلى مستوى الحب توجد العائلة لتمارسه اجتماعيًّا، وعلى مستوى السياسة تقوم بتخفيف حماسة الحب، والعائلة في دولة الحب، تتعامل بنقطة بعد نقطة، وقرار بعد قرار، بدايًة من نقطة الاختراع الجنسي ونقطة الطفل ونقطة العمل والإجازات، والكثير، كما هو الحال في السياسة، توجد نقاط لسلطة الدولة والقوانين والبوليس، وليس يسيرًا فرضها على وظيفة سياسية مفتوحة تتسم بالمساواة.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

ولكن لا يمكن خلط الحب مع السياسة، وأن تعبير “سياسة الحب” هو تعبير بلا معنى، فالحب يحمل في داخله نوعًا ما من الأخلاق، ولا يحمل أي نوع من السياسة، فالسياسة تمتلئ بأفراد لا يقدر أحد على حبهم مهما فعلوا، ولا أحد يستطيع نكران ذلك.

مع الاختلاف البديهي للطرفين في الحب، فمهما بلغت درجة الاختلاف، يمكن للقاء والولاء تحويله إلى قبول مبدئي، لكن في السياسة تكون فكرة الأعداء مكونًا أساسيًّا، وفي الحب ليس هناك أعداء، حتى ولو اعتقد البعض أن الشخص الذي يفضِّله حبيبهم غيرهم مجرد عدو لهم، فهذا غير حقيقي. إن هذه الغيرة ليست مكونًا من مكونات الحب، وما هي إلا شعور حاد وشيطاني في النفس، لكن يمكن أن تكون الأنانية عدوًّا للحب فتجعل الفرد يفضِّل ذاته على الاختلاف، ويُحارب هذا العدو بهزيمة النفس وليس الآخر.

في واقع كواقعنا الحالي حيث يعرض فيه الحب بابتذال وكثرة وبأشكال وأنواع حد المرض والغثيان، وشبكات التواصل التي أضاعت الهيبة من التواصل البشري، واستسهلت فيها كلمات الحب على الألسن وجُرِّدت من قيمتها الملزمة التي كانت تساوي عقودًا مكتوبة، وصار القول كاللا قول، والوعد كاللا وعد، فكلاهما له الدرجة نفسها من الخواء واللا وجود.

آلان باديو، الفيلسوف الفرنسي الذي أزعجه المفهوم الاستهلاكي للحب الذي نشأ بسبب الإنترنت، وفي الحوار الصغير الذي أُجرِيَ معه في هذا الكتاب، أعاد تعريف الحب، وتحدَّث أيضًا عن تقاطع الحب مع الفلسفة والسياسة والفن، وعن مفهوم ابتكار الحب، حيث إن الفيلسوف يجب عليه أن ينغمس في التفكير في الحب وينطلق إلى إعادة ابتكاره كلما تحسَّس المخاطر التي تتهدَّده، بخاصة من نوع ما نعيشه اليوم من إقحام للحب في ممارسات تجارية.

آلان باديو Alain Badiou: فيلسوف فرنسي وكاتب مسرحي وأستاذ جامعي، وُلِد في الرباط بالمغرب، سنة 1937 ميلاديًّا، شغل كرسي الفلسفة في مدرسة الأساتذة العليا في باريس، كتب عن مفاهيم الوجود والحقيقة والذات.

من أهم مؤلفاته:

معنى ساركوزي.

الوجود والحدث.

الأخلاق: مقالة حول مفهوم الشر.