سوق صغيرة قابلة للتوسع
سوق صغيرة قابلة للتوسع
بعد تقسيمنا للمستهلكين مجموعات مختلفة بناءً على صفاتهم النفسية ورغباتهم، كيف نختار المجموعة التي سنركز عليها؟ سنتبع استراتيجية أصغر سوق قابلة للنمو، وذلك عن طريق استهداف أصغر مجموعة تستطيع تغطيتها وفي الوقت نفسه تمتلك القدرة على نشر ثقافتك، ولكن ما الذي سيجعلها تهتم بك؟ الوعد؛ كل ثقافة تستند إلى وعد بالتغيير، فاسأل نفسك ما الذي سوف تغيّره؟
وعلى عكس الخرافات الشائعة، فالزبائن لا تهرع نحو الأسعار الرخيصة فقط، أو المميزات الأكثر بسعر أقل، ولكنها تبحث عن إشباع الرغبة في التجربة والربح بدلًا من الخسارة والتملك، فمثلًا جرب أن تمنح العميل المنتج أو الخدمة مجانًا لبعض الوقت ليجربها، ثم اطلب منه المال مقابلًا لها، وعندها سيفكر العميل بعقلية الربح ويدفع المال للحفاظ على ما كسبه في التجربة، بدلًا من طلب المال أولًا، لأنه سيفكر بعقلية الخسارة، فهو سيدفع مالًا مقابل التملك لا الاحتفاظ.
بالإضافة إلى أنك لا تبيع مميزات المنتج، بل فوائده، أي ما يقدر المنتج على فعله، فالناس لا يريدون المصابيح إلا لأنها تضيء، والمنتج وسيلة للحصول على فائدة، بجانب أن المستهلكين لا يتخذون قراراتهم الشرائية بعقلانية، بل تقودهم العواطف والمشاعر، فإذا ارتبطوا بقصتك وثقافتك فإنهم يحولونها إلى جزء من هويتهم، وينطلقون لنشر قصتك، ساعين إلى دعوة غيرهم للانضمام إلى تلك الجماعة المتخيّلة.
الفكرة من كتاب هذا هو التسويق
إذا طرحنا سؤال “ما هو التسويق؟” فسنرى أغلب الإجابات ذات صبغة قديمة، التسويق هو الإعلان، أو أن تبيع أكثر، أو هو خداع الزبائن ودفعهم إلى الشراء بأعلى سعر ممكن، هذه تعريفات خاطئة ومخزية للتسويق، وحان الوقت لكي تطوى وتقذف في آبار النسيان.
التسويق وسيلة لتغيير العالم، عبر ابتكار الأفكار والثقافات ونشرها، بجانب تقديم منتجات وخدمات مرافقة، تسهم في تحسين طريقة حياة المستهلكين، وتحل مشكلاتهم، ولكن كيف نبدأ في تطبيق تلك الرؤية؟ كيف نقنع الناس بأننا مختلفون عن الآخرين؟ ولماذا هذا التعريف الجديد للتسويق هو الأفضل للجميع؟ وما خطوات بناء ثقافتنا التسويقية الخاصة؟ هذا ما سنعرفه في كتابنا اليوم.
مؤلف كتاب هذا هو التسويق
سيث جودين: رجل أعمال أمريكي ومؤلف ومتحدث جماهيري، ولد عام 1960م، حصل على بكالوريوس في علوم الحاسب الآلي والفلسفة من جامعة تافتس في عام 1979م، أتبعها بماجستير من جامعة ستانفورد للأعمال، عمل مدير العلامة التجارية في Spinnaker Software بين عامي 1983م و1986م، أسس بعدها شركة للإنتاج، ثم التقى مارك هيرست وأسسا معًا شركة Yoyodyne للتسويق، وبعد عدة سنوات باع شركته الأولى، وانصب كل تركيزه على شركة التسويق، محاولًا خلق فلسفة تسويقية جديدة، عبر عدة مشروعات تجارية قام بها. أما عن التأليف، فقد حصل على جائزة Free Prize Inside فوربس الأعمال للكتاب للعام في عام 2004م، وألف عدة كتب أشهرها:
جميع المسوقين كاذبون.
البقرة الأورجوانية.
المنحدر.
معلومات عن المترجم:
إسماعيل كاظم: مترجم من ترجماته:
الطريق الأقصر إلى الثروة.
ممارسة الثقة.