سوق الحُكم
سوق الحُكم
تعني فكرة تفعيل سوق الحكم جعل نظام الحُكم متنوعًا من بلدة إلى أخرى ومن مدينة إلى مدينة، وبالتالي هذا سيدفع مواطني هذه الدولة إلى الهجرة من مدينة بداخلها إلى مدينة أخرى ذات مزايا أكثر، أو الهجرة إذا رغبوا في نظام حُكم مختلف، هذا التنوع سيجبر الحكام على تحمل المسؤولية بضرورة تحسين الأوضاع باستمرار والتطوير من أسلوب حُكمهم لوجود الحافز لأن الحاكم السيئ إذا استمر على صورته السيئة سيفرُّ منه الجميع إلى البلدان المجاورة الأكثر عدلًا ورشادًا، هذا على النقيض من نظام الانتخابات الذي لا يضمن أقل قدر من التنافسية، وفي ظلِّ هذا السوق يستطيع كل إقليم فرض سياساته الخاصة من ناحية الضرائب والموازنات، وكل إقليم يرى السياسة الأنسب لتنشيط اقتصادياته ولعلَّ أكبر نموذج يطبِّق لا مركزية الحكم هو النموذج السويسري.
لكن يظلُّ التساؤل هل سيقبل الناس بمثل هذا النظام الجديد الأكثر حرية؟ هل هم مستعدون للحرية من الأساس؟ تبدو هذه مشكلة حينما تحاول إقناع الناس بأن أي مجتمع ليس بحاجة إلى حكومة أو سياسيين، وأنهم هم سبب التخلُّف والركود، وأن من حق كلّ إنسان أن يقرِّر كل ما يخصُّ حياته.
من الممكن أن يأخذ هذا وقتًا للإقناع لكنه مثل التحول الذي حدث من كل الأنظمة التي انهارت قديمًا مثل الشيوعية والفاشية، وكل فكرة تحتاج إلى بعض الوقت لطرحها على الناس وبعض الوقت لإثباتها ووقت آخر لزرعها في العقول، لأنه يستحيل أن تكون طريقة مواجهة كل هذه الأزمات التي سبَّبتها الديمقراطية هي مزيد من الديمقراطية!
الفكرة من كتاب ما وراء الديمقراطية
هل تعني الديمقراطية حكم الشعب لنفسه، أم أنها وسيلة لتحجيم آرائه وتمكين الحكام من سلطانهم ونفوذهم أضعافًا مُضاعفة؟!
يدور الحديث في هذا الكتاب عن الديمقراطية وأضرارها التي تُلاحق الشعوب يومًا بعد يوم، فالديمقراطية التي تتغنَّى بها الدول المتقدمة ليل نهار هي السبب الرئيس فيما وصلنا إليه من مستويات منحدرة في السياسة والاجتماع والاقتصاد، فلا علاقة لتقدُّمها بالديمقراطية، ويحاول الكاتبان أن يهدما المعتقدات الكاذبة التي رسَّختها الحكومات في عقول شعوبها عن الديمقراطية، كما قاما ببيان حقيقة ما آلت إليه الأمور في ظل الديمقراطية.
مؤلف كتاب ما وراء الديمقراطية
كارل بيكمان Karel Beckman: كاتب وصحفي، عمل بجريدة “الموارد المالية” الألمانية ومحرِّر بصحيفة “إنيرچي بوست”.
فرانك كارستن Frank Karsten: كاتب ومؤسس معهد “ميزس”، له العديد من الأحاديث المصوَّرة عن الدولة وتدخُّلها في حياة المواطنين.
من أهم أعمالهما:
De Staat Voorbij
Beyond Democracy