سوف أنتصر على السرطان!
سوف أنتصر على السرطان!
كانت بداية تغير حياة تيم كوك حينما تلقى من ستيف جوبز مكالمة يوم الأحد في الحادي عشر من أغسطس عام 2011م، يدعوه إلى منزله في “بالو ألتو” لمناقشة أمر مهم، وهو توليه لمنصب المدير التنفيذي لأبل بدلًا منه، حدث هذا خلال فترة النقاهة الخاصة بجوبز بعد خضوعه لعلاج سرطان البنكرياس وعملية زراعة كبد، إذ شُخص بالسرطان عام 2003م، ورفض في البداية البدء بالعلاج، ولكنه ما لبث أن بدأ به في محاولة للتخلص منه، وقد كان مصممًا أن مرضه ليس خطيرًا، مُصرحًا بذلك لكاتب سيرته الذاتية والتر أَيْزِيكْسُون “سوف أتخطى هذا، سوف أنتصر على السرطان”، هذه الرغبة في العمل هي ما جعلته يُفكر في أن يتنحى عن كونه المدير التنفيذي لأبل ويصبح رئيس مجلس الإدارة، مما يُتيح له الإشراف على الشركة وتوجيهها، فجوبز سيظل الأب الروحي لأبل حتى إن تغير مسماه الوظيفي بها، ولهذا كان اجتماعه مع تيم كوك بعد أن طلب منه تولي منصب الرئيس التنفيذي، حتى يتناقشا كيف سيعملان معًا في منصبيهما الجديدين متغافلين عن حالة جوبز الصحية، إذ إن الموت كان قريبًا منه جدًّا!
بعد اجتماع الاثنين بأقل من أسبوعين أعلن جوبز أن كوك هو خليفته، مما أحدث مفاجأة للجميع، فقد كان المرشح الأول لهذا المنصب هو “جوني إيف” كبير المصممين، الذي عمل مع جوبز من أول إطلاق الجيل الأول من IMac، وأمضى معه رحلة إعادة تصميم وهيكلة أبل لتكون الشركة التي أصبحت عليها في عهد جوبز، لكنه لم يكن مهتمًّا بالإدارة، ولم يُرِد أن يتخلى عن كونه مصممًا ليدخل في صُداع مسؤوليات الإدارة، أما المرشح الثاني -حسب الشائعات التي انتشرت حول خليفة جوبز- فهو “سكوت فورستال” نائب المدير لبرنامج IOS، فقد كان فورستال مديرًا طموحًا استطاع تسلق سلم القيادة في أبل بمشاريع عالية الأهمية، كما أنه مدير عنيد يُشبه نَفسهُ بجوبز، حتى إنه يقود سيارة مثل سيارته، مما جعل صحيفة بلومبيرج تشير إليه بأنه “ستيف الصغير”.
حينها لم يتوقع أحد أن جوبز قد يختار كوك خليفةً له، خصوصًا أن كوك يختلف جدًّا عن جوبز في شخصيته، ويمكن القول إنه عكسه تمامًا، لهذا كان خبر تولي كوك المنصب يعني فشل أبل!
الفكرة من كتاب تيم كوك: العبقري الذي أطلق شركة أبل إلى القمة
يعتقد البعض أن ستيف جوبز هو أفضل مدير تنفيذي مر على أبل، فهو مؤسس الشركة ومنقذها، كما أنه المسؤول عن أكبر التقدمات التقنية من أول جهاز الحاسوب أبل 2 إلى جهاز الماك والأيبود والأيفون والمنتجات العديدة الأخرى، إلا أنه في الحقيقة كان مديرًا تنفيذيًّا سيئًا، فقد أمضى جُل وقته في اختراع منتجات جديدة مع جوني إيف، بينما أوكل إدارة القسم الأكبر من الشركة إلى تيم كوك، فاستحق بذلك أن يكون المدير التنفيذي عندما كان جوبز موجودًا من خلف الكواليس، ثم جعل العالم يشهد بهذا الأمر بعد أن أصبح خليفة جوبز.
مؤلف كتاب تيم كوك: العبقري الذي أطلق شركة أبل إلى القمة
ليندر كاهني: ولد في نوفمبر عام 1965م، وعمل مراسلًا صحفيًّا لدى مجلة Wired News ثم أصبح مديرًا للتحرير بها، كما عمل لدى عديد من الصحف المهتمة بالتكنولوجيا، واشتهر بمدونته (Cult of Mac) المهتمة بالكتابة عن موضوعات أجهزة Apple وMac.
من أهم مؤلفاته:
– Inside Steve’s Brain.
– Jony Ive: The Genius Behind Apple’s Greatest Products
معلومات عن المترجم:
ربيع هندي: مُترجم لدى مركز التعريب والبرمجة، لديه عديد من الترجمات منها:
دائمًا اليوم الأول، كيف يخطط جبابرة التكنولوجيا للبقاء في القمة إلى الأبد.
ثورة نتفليكس في عالم الترفيه والتحليق المدهش للفكرة.
دروس في السعادة يسردها خبير في الاقتصاد.