سنغافورة والملايو
سنغافورة والملايو
سنغافورة تعني مدينة الأسد، وأول من احتلَّها السير ستامفورد رافل، ويوضع تمثاله في أكبر ميادين المدينة تقديرًا لمجهوداته، موقعها مميز من الناحية العسكرية وتعد مفتاح الشرق الأقصى، بها الكثير من السفن، وطرقها واسعة نظيفة، وبيوتها بسيطة لا يزيد ارتفاعها على طابقين، وأغلب سكانها من الصين والهند والملايو، وبها نهر صغير، ومتنزَّهات جميلة، وتتميَّز بنبات المطاط الذي يستخدم في كثير من الصناعات، وكان من أكبر موارد ثروتها، وفيها كثير من الغابات وأنواع متعدِّدة من الأشجار والحيوانات والأفاعي والخفاش، ومزارع الخضراوات والفاكهة وبخاصةٍ الأناناس الذي يتميَّز بكبر حجمه ويظل مُثمرًا طوال العام.
الملايو تتكوَّن من ولايات يشرف عليها الإنجليز وبعضها مُجتمِعة والبعض الآخر تحت سلطة مستقلة، تشبه سنغافورة في المباني والسكان، وهم أجمل من سكان سنغافورة، وأكثر جاذبية من الصينيين والهنود، وتقترب ملامحهم من الملامح العربية، ويتسمون بعدم النظافة ويظهرون بأجسامهم عارية، وتؤثر الحرارة والرطوبة فيهم فيبدون خاملين، وفي الملايو العديد من الغابات وأكثر أشجارها النرجيل والمطاط، ومساكنهم وسط تلك الغابات، ويوجد معبد للأفاعي به ٢٠٠ أفعى تزحف في المكان وعلى الزائرين بحرية، الذين يقدسونها ويتبرَّعون بالمال للحفاظ عليها.
سلطنة جوهور إحدى ولايات الملايو، وفيها قصر السلطان الفاخر الذي يتكوَّن من طابقين ويتوسَّط مجموعة من الحدائق الجميلة، وبجانبه مسجد مُشيَّد بطريقة شبه مغولية، جميل الزخرفة، وحوله أبراج بدلًا من المآذن.
الفكرة من كتاب جولة في ربوع آسيا بين مصر واليابان
يأخذنا الكاتب في رحلته إلى آسيا التي بدأت في يونيو عام ١٩٣٢، وانتهت بعودته في سبتمبر لنعيش معه ما يراه من جمال الطبيعة وغريب العادات، وما خلَّفته الحضارات والأمم من آثار، ويعرض كل ذلك بنظرة مصرية في أثناء تنقُّله بين بلاد الهند والملايو واليابان وكوريا والصين.
مؤلف كتاب جولة في ربوع آسيا بين مصر واليابان
محمد ثابت: رحالة مصري، خريج مدرسة المعلمين العليا، وكان مُعلِّمًا للمرحلة الثانوية، وتم تعيينه في وزارة التربية مراقبًا للنشاط الاجتماعي، وعميدًا لمعهد المعلمين الابتدائي في الزيتون، وكان محاضرًا في المواد الاجتماعية بكلية النصر.
جمع في مؤلفاته بين الجغرافيا والتاريخ السياسي وعلم الاجتماع، وكان ذلك بغرض تعليمي ووطني لتسير مصر والدول العربية على خطى تلك الدول، ومن مؤلفاته: “جولة في ربوع أوروبا.. بين مصر وأيسلندا”، و”رحلاتي في مشارق الأرض ومغاربها”، و”نساء العالم كما رأيتهن”.