سمات من يرضون الآخرين
سمات من يرضون الآخرين
تبدأ عادة إرضاء الآخرين في طفولة صاحبها التي يواجه فيها مشاعر عدم قبول ممن حوله من الكبار كلما حاول أن يفعل شيئًا ما لنفسه ليعارض به من حوله، مما يكوّن لدى هذا الطفل شعورًا بأن استحقاقه للحب لن يحدث إلا بجعل الآخرين مقدّمين على نفسه ورغباته، فيكبر شخصيةً مهزوزةً ترى أن حب الآخرين لها لن يُكتسَب إلا ببذل كل مجهود ممكن لتلبية احتياجاتهم على حساب احتياجاته، وهذا التركيز على رضا الآخرين يجعله متعلقًا دائمًا بآرائهم فيشعر بالخوف كلما فكر في معارضتهم أو التعبير عن آرائه الخاصة لأنه يخشى خسارة رضاهم عنه، فيلجأ إلى مسايرة الآخرين في كل ما يقولون وكتم آرائه الخاصة.
وهذا لا يرضي تلك الشخصيات أبدًا، فبالرغم من ظاهر الرضا البادي على علاقاتهم بالآخرين فإن علاقتهم بأنفسهم مليئة بالذنب وعدم الراحة والكبت والإحساس بعدم الأمانة، لأنهم يؤدون دور شخصيات ليست شخصياتهم، فلا هم يقولون آراءهم ولا يفعلون ما يريدون، وكل ذلك بسبب شعورهم بأنهم المسؤولون عن كل ردة فعل تصدر من الآخرين نحوهم، وأن كل سخط من جهتهم كان يمكن تجنبه لو أنهم فقط ضحوا بجزء آخر من سعادتهم وراحتهم ليحافظوا على رضا من حولهم، وإن كان هذا يعني جورهم على حق أنفسهم.
في حين أن العلاقة العاطفية السليمة لمساعدة الآخرين يجب أن تتكون من أخذ وعطاء، ومن توازن صحيح بين مشاعر مراعاة الآخرين ومراعاة الذات واحتياجاتها، فبالطبع خدمة الآخرين شيء مستحب ومرغوب فيه بين البشر، ولكن هذا يجب أن يكون بعقل واعٍ قادر على مساعدة الآخرين دون أن يؤذي نفسه في سبيل ذلك، وللوصول إلى هذه الحالة من التعامل السليم لا بد من ملاحظة الأفكار التي توصلنا إلى إهمال ذواتنا.
الفكرة من كتاب توقف عن إرضاء الآخرين: لا تنشغل برؤيتهم عنك، أنت الأهم
في حياتنا كثير من الأشخاص الذين لا يرفضون أي طلب ممن حولهم مهما كانت طبيعة هذا الطلب، سواء كان طلبًا هم غير ملزمين به أو طلبًا شخصيًّا أو استغلالًا من الآخرين، فهم لا يقولون “لا” أبدًا، وقد يبدو أن هذا فعل آتٍ من نفس كريمة مستعدة دائمًا لحمل أي نوع من العمل لإسعاد من حولها والتخفيف عنهم، لكن الحقيقة أن هذا الفعل آتٍ من نفس مرهقة غير قادرة على الرفض من الأساس،
فتحتمل فوق طاقتها وتحافظ على الابتسامة والأجواء المرحة من حولها لكي تنال القبول من المحيطين، وإن كان هؤلاء الأشخاص من الداخل يعانون من الأشغال الزائدة، وإن استمروا في هذه الأفعال فقد تظهر عليهم أمراض وأعراض سلبية ستكون غير قابلة للعلاج وقتها، ولهذا يطرح الكاتب هذا الكتاب ليعالج هذا النوع من السلوك بتعريفه وتحديد أسبابه ومساعدة هؤلاء الأشخاص للتوقف عن مساعدة الآخرين عندما لا يريدون، دون أن يشعروا بذنب من جراء ذلك.
مؤلف كتاب توقف عن إرضاء الآخرين: لا تنشغل برؤيتهم عنك، أنت الأهم
باتريك كينغ: متخصص في التفاعلات الاجتماعية، ومدرب تواصل ومهارات اجتماعية في سان فرانسيسكو وكاليفورنيا، وهو أيضًا الكاتب الأكثر مبيعًا على أمازون في مجال العلاقات، وله عديد من المؤلفات، من أبرزها:
تحدث أمام الجميع بجاذبية: تعلم فن الارتجال والحوار الممتع.
اقرأ الناس كأنهم كتاب.
فن التأثير على الآخرين.
معلومات عن المترجمة:
أسماء عرفة: مترجمة وكاتبة مصرية تخرجت في كلية الألسن بجامعة عين شمس، وعملت صحفية رياضية ومراسلة إذاعية، وبعدها تفرغت للعمل محررة أدبية في دار دون للنشر، صدر لها عديد من الكتب والروايات المترجمة مثل:
ثلاثة رجال في قارب.
علم اقتناء الثروة.
ما تحتاجه لتكون سعيدًا.