سمات المرأة المثالية مع زوجها
سمات المرأة المثالية مع زوجها
المرأة المثالية لا تختلق النكد تحت أي ظرف، فهي تدرك أن سعادة زوجها بل وأطفالها والبيت بأسره رهن مزاجها، وتعي تمامًا أن هذه الصفة تُنفّر الزوج من المكوث بالمنزل ليبدأ في التصدع شيئًا فشيئًا، وهي تعلم قيمة الوقت الذي يقضيه زوجها في المنزل، فتؤكد باستمرار على مقوماتها الأنثوية وتعمل على تعزيزها لكي تأسر بها زوجها.
كما أنها تأسره أيضًا بلسانها، فهو مفتاح الانسجام مع الرجل، والأمر يفوق الكلمة المناسبة إلى الفعل المناسب الذكي، كما أنها تطلب بحكمة ومنطقية، فالمرأة التي تثقل كاهل زوجها بطلباتها، إنما هي ابتلاء وفتنة، ويقولون إن المرأة متى تحصل على الزوج فإنها تريد كل شيء، والمرأة المثالية إنما هي عون للزوج على الفتن، وتُحسن تقدير ظروف زوجها فلا تمد عينها لمتاع غيرها.
وكانت السيدة فاطمة بنت رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنة في هذا السلوك، فعلى الرغم من تضورها جوعًا لمدة ثلاثة أيام فإنها لم تخبر زوجها بذلك لأنها تعلم ظروفه، كما أنها تشارك زوجها صنع أهدافه، ولا تتوانى في دفعه لتحقيق مزيد منها لأن مصلحته بالطبع مصلحتها، فالرجل يحب المرأة “المؤمنة” به.
وهي توقن أن الزواج عدسة مكبرة للصفات الجيدة والسيئة لدى كل من الطرفين، والمرأة المثالية تحاول استغلال هذه الحقيقة لمصلحة أسرتها، فتحاول التخلص من عيوبها شيئًا فشيئًا، كما أنها لا تقف على عيوب زوجها، فلا تضعها تحت المجهر كما تفعل كثير من النساء، وإنما تنشغل بتقويم زوجها في الوقت المناسب وبالعبارات الملائمة، وهي على كلٍّ تحترم زوجها وتتنزه عن مشاجرته.
بل إن هدفها أن يظل بيت الزوجية ملاذًا هانئًا هادئًا لها ولزوجها، ومن مقتضيات هذا أنها مطيعة لزوجها، وهذه صفة الصفات في المرأة التي ننشدها، ولنا في امرأة شريح القاضي أسوة في هذه الصفة، ففي أول ليلة من زواجها سألته ماذا تحب مني وماذا تكره؟ فسمة الطاعة في الزوجة مدعاة لاستدامة الزواج.
ومن مقتضيات الطاعة أيضَا عدم السيطرة، فهي تؤخر نفسها وتقدم زوجها لأنها تعي معنى القوامة، وهذا ميزان المرأة الصالحة لدى الرجال، كما أنها تراعي ألفاظها مع زوجها حتى تكون كلماتها بناءة دومًا، كما أنها تتفهم فترات انعزال الزوج على أنها استراحة لإعادة ترتيب الأوراق، وليست إعراضًا عنها أو محاولة للزواج بأخرى.
الفكرة من كتاب المرأة المثالية في أعين الرجال
لأجل المرأة المثالية يطوف الرجل بلادًا ويسأل ويستخير ويستشير، فهي التي تعيد ترتيب أوراق حياته، وتسمح له بالاتساق مع ذاته ومع الكون، فيغدو منطلقًا في دروب الحياة، فالمرأة المثالية هي المرأة الأم، التي تلد زوجها من جديد.
ولأن عصرنا هذا يضج بالنفسيات المضطربة والأحداث العاصفة، كان مطمع كل رجل أن يجد ضالته في امرأة مثالية، تعينه على نفسه ودينه وحياته، وتحقق له التوازن الداخلي والخارجي، وفي هذا الكتاب يقدم المؤلف مختصرًا لسيكولوجية المرأة لا غنى عنه لأي زوجة صالحة، إذ يقف على الشروط الواجب توافرها في المرأة التي تنشد الكمال وتسعى لبيت عامر بالسعادة.
مؤلف كتاب المرأة المثالية في أعين الرجال
د. محمد عثمان الخشت: أستاذ فلسفة الدين والمذاهب الحديثة والمعاصرة ورئيس جامعة القاهرة، يتميز أسلوبه بالجمع بين المنهجية العقلية والإيمانية، وله عديد من الإسهامات الرائدة الأكاديمية والإدارية، ويُعد الخشت رائدًا لفلسفة الدين في العالم العربي، وكُرِّم في عديدٍ من المحافل العربية والدولية على مدار أربعة عقود.
له عديد من المؤلفات التي تُدرَّسُ في المقررات الجامعية، وتتناول أصول الدين، ومقارنة الأديان، وعلم الحديث وغيرها من المجالات الواسعة، صدر له عدد من الكتب، منها “حركة الحشاشين”، و”مدخل إلى فلسفة الدين”، و”للوحي معانٍ أخرى”، وغيرها من المؤلفات العديدة.