سمات الكاتب المبدع
سمات الكاتب المبدع
من المهم للكاتب أو من يرغب في احتراف الكتابة أن يجد إجابة واضحة لسؤال: “لماذا أكتب؟ من أجل شهرة أو رغبة في أن يتبنى العالم أفكاري، أم إن عندي ما أحب مشاركته مع الناس وأتوقع أن يساعدهم، أم استجابة لهاجس داخلي يسعى إلى الخروج من خلال الكلمات؟”، هذه الإجابات وغيرها مما قد يجيب به الكاتب عن السؤال السابق هي ما سوف يساعده ليعرف عمّا سيكتب وفي ما يجب أن يقرأ بشكل أكثر تمعنًا.
وبالنسبة إلى الكاتب الحقيقي فلا يمكن أن تكون الكتابة حدثًا عابرًا أو عَرَضًا مؤقتًا، بل هي ملازمة له تمامًا كحاجته الأساسية إلى البقاء. وهناك علاقة وثيقة تجمع بين الكاتب واللغة، فمن خلال اهتمامه بإجادتها يمتلك ناصية الكلمة، فيدفعه حبه للّغة والكلمات إلى أن يعيد خلقها مراتٍ لا حصر لها بما يناسب حاجته إليها، والكاتب المبدع لا يخشى المبادرة بإنتاج أفكار جديدة بالنسبة إلى عصره، ويلاحظ ما تحت السطح في كل ما اعتاد الآخرون النظر إليه، ويتوقف كثيرًا للتأمل عندما يمر من أمامه الناس مرور الكرام، ويكتسب الكاتب تلك الصفة من خلال القراءة المتواصلة التي تمنحه عين الطائر وتعطي له نظرة فاحصة لما يتناوله أي كتاب. وتظهر بواكير تلك الموهبة في الطفولة من خلال حب شديد للقراءة والتأمل، والقدرة على التعبير عمّا في نفسه وسهولة اختلاق القصص، وهذه الصفة الحميدة قد لا تؤتي ثمارها إن لم تصحبها عناية مبكرة في اختيار القراءات.
ومن سمات الكاتب المبدع أنه يعرف كيف يحقق أكبر فائدة مما يقرأ، فهناك فرق بين القراءة للمتعة والقراءة بهدف الفائدة، والكاتب في أثناء استمتاعه بالقراءة لا ينسى تحصيل فائدته، فيبحث في ما يقرأ عما يميز هذا الكتاب أو ذاك، ويكتشف مدى سلاسة أسلوب الكاتب وكيف طرح أفكاره وعرض وجهة نظره.
الفكرة من كتاب اقرأ: صناعة الكتابة وأسرار اللغة
قد لا نكون مخطئين إذا ظننا أن للناس جميعًا قدرةً على الكتابة، وأنها ليست حكرًا على قلة من البشر يختلفون عن غيرهم، ففي داخل كل منا حكاية أو فكرة تراوده تصلح لأن تروى، ولكن قليلًا منها ما يخرج في صورة كتاب، وما يميز بين إنسان له حكايته وكاتب، أن الثاني لديه تلك الرغبة القوية في تدوين حكايته وأفكاره من خلال الكتابة، أما الكاتب الذي يبلغ مرحلة الإبداع، فهو من يتمكن من ترك بصمته في ساحة الكتابة.
ومن خلال تجربتها في الكتابة والصحافة، تخبرنا الباحثة في هذا الكتاب عن أسرار عملية الكتابة وتفاصيلها وفنونها، وتنزع عن اللغة غموضًا يُرهب المبتدئين من خوض التجربة.
مؤلف كتاب اقرأ: صناعة الكتابة وأسرار اللغة
سلام خيّاط: صحفية وروائية وشاعرة عراقية، كتبت لعديد من الصحف والمجلات العربية وحررت في الصحف اللندنية مثل جريدة “الشرق الأوسط” ومجلة “التضامن”، وقدمت عديدًا من البرامج منها: برنامج “معكم”.
رومن مؤلَّفاتها المنشورة:
“السطور الأخيرة”.
“ممنوع الدخول.. ممنوع الخروج” رواية.
“البغاء عبر العصور.. أقدم مهنة في التاريخ” دراسة.