سمات اختصاصي علم النفسي الإكلينيكي
سمات اختصاصي علم النفسي الإكلينيكي
عندما أُجريت دراسة لتتبُّع سمات ٢٤٨ من المعالجين النفسيين في المستشفيات أسفرت عن وجود فوارق في خصائص العاملين في المجال البحثي الأكاديمي عن الإداريين عن الممارسين للعلاج النفسي، فالعاملون بالبحث الأكاديمي تميَّزوا بارتفاع مستوى الذكاء والإلمام النظري الجيد بالتخصُّص وقلة النشاط الاجتماعي والرياضي وضعف القدرات القيادية والميل إلى العزلة وحب الاستطلاع وبعضهم عانى اضطراباتٍ أو صراعاتٍ خلال مرحلة الطفولة، والإكلينيكيون العاملون بالإشراف الإداري غلبت عليهم خصائص القيادة والانبساطية والنشأة المتدينة غالبًا، وهم أقل ذكاءً من فريق الباحثين، أما المعالجون فقد جمعوا بين بين خصائص الفئتين مع ظهور مشاعر النقص والتصدُّعات الأسرية خلال مرحلة الطفولة، وأظهرت دراسات أخرى ولعهم الشديد بفهم أنفسهم والآخرين والاهتمام بالناس وزيادة الميول الأنثوية والنفور من العلوم الرياضية.
ورغم ذلك، يصعب كثيرًا التنبؤ المستقبلي بنجاح شخص في العمل الإكلينيكي، ولكن ثمة مقاييس تنبئ عن إرهاصات النجاح أو الفشل في ممارسة المهنة، ومن أشهرها اختبار الميول المهنية لسترونج واختبار ميلر للمتشابهات (ما يعني أن الذكاء والقدرات العقلية من أهم متطلبات النجاح في العمل الٱكلينيكي)، وهناك خصائص عامة ينبغي وجودها في الممارس الإكلينيكي، ومنها: القدرة على اتخاذ القرارات في ظروف غامضة، وبخاصةٍ أن كثيرًا من مسائل علم النفس غير محسومة بشكل قاطع ودقيق، ما يستدعي توافر الكفاءة الشخصية والثقة بالنفس والمرونة والقدرة على مواجهة الطوارئ، وتأجيل الحكم على المريض ونقد أفعاله، والتمكُّن من تكوين علاقات دافئة مع مرضاه، وأن يكون على وعي بالمناخ الاجتماعي الذي نشأ فيه المريض ودوره في تقدُّم المرض أو تراجعه، ويحتاج المعالج كذلك إلى التكيُّف مع بيروقراطية المؤسسات الإدارية التي قد تعوقه عن كثير من الإجراءات المهمة، لذا من المهم أن يعمل على تحقيق التوازن بين الأولويات وترتيبها، كذلك ينبغي المعالج أن يعي ذاته هو قبل المريض؛ فالمدرسة التحليلية مثلًا تشترط على المعالج إجراء التحليل النفسي على نفسه أولًا.
الفكرة من كتاب علم النفس الإكلينيكي في ميدان الطب النفسي
ظلَّ دور علم النفس الإكلينيكي محصورًا في الفحص والتشخيص منذ أن أطلق “ويتمر” مفهومه لأول مرة عام ١٨٩٦ واصفًا مجموعة الإجراءات التشخيصية للتخلُّف العقلي عند الأطفال، ولكن بعد نهاية الحرب العالمية الثانية دخل ذلك التخصُّص بقوة في تقديم الاستشارة والنصح ومباشرة العلاج النفسي لطائفة متنوعة من الأمراض النفسية والعقلية، فضلًا عن دوره الواسع في مجال الأبحاث المتعلقة بتحسين أساليب العلاج والتفريقات التشخيصية، بل واتسعت مجالاته المهنية تدريجيًّا من التعامل مع فرد واحد مضطرب إلى التعامل مع أنواع من الجماعات كالعائلات وطلاب المدارس والمساجين للتخلص مـن الأنمـاط السيئة في التفاعل والمشكلات الاجتماعية أو طلب الإرشاد للتعامل الأمثل مع الواقع وأحداث الحياة.
مؤلف كتاب علم النفس الإكلينيكي في ميدان الطب النفسي
الدكتور عبد الستار إبراهيم: هو أستاذ متخصص في علم النفس الإكلينيكي ورئيس قسم الطب النفسي بكلية الطب بجامعة الملك فيصل، واستشاري الصحة النفسية بمستشفى الملك فهد، وعضو في جمعية الصحة العقلية التابعة لمنظمة الصحة الدولية وجمعية الصحة النفسية الأمريكية، وحصل على العديد من الجوائز العلمية، وله نحو مائة بحث ومقالة باللغتين العربية والإنجليزية في مجالي علم النفس والطب النفسي، فضلًا عن عدد من المؤلفات، ومنها:
– الإنسان وعلم النفس.
– القلق قيود من الوهم.
– السعادة في عالم مشحون بالتوتر وضغوط الحياة.
الدكتور عبد الله عسكر: أستاذ ورئيس قسم علم النفس بكلية الآداب جامعة الزقازيق، عمل استشاريًّا للصحة النفسية بالمملكة العربية السعودية حتى ١٩٩٦، وهو عضو جمعية علم النفس المصرية بالقاهرة، وعضو الجمعية الإسلامية العالمية للصحة النفسية بالقاهرة، وله العديد من الندوات والمؤتمرات والأبحاث في مجالي علم النفس والصحة النفسية، وله مؤلفات منها:
– علم النفس الفسيولوجي.
– مدخل إلى التحليل النفسي اللاكاني.
– الإدمان بين التشخيص والعلاج والوقاية.