سلاح ذو حدين
سلاح ذو حدين
لقد استطاع الإنترنت خلق نوعين مُتضادين تمامًا من الشباب، فالنوع الأول: هم الذين لا يهمهم سوى الألعاب، والتحدُّث عن التفاهات، والنوع الثاني: ذاك الذي يسعى إلى التقدُّم والتطور، ويُحاول استخدام الشبكة الإلكترونية في تقويم انحرافات المُجتمع. ومن هُنا كان لاستخدام الإنترنت آثار سلبية وإيجابيات، وما يُحدد ذلك هي الكيفية التي يقوم الشخص باستخدام الشبكة بها.
لقد كان الهدف الأول من إنشاء هذه الشبكة أن تكون وسيلة اتصال سريعة بين الأفراد في جميع أنحاء العالم، ومن هُنا كان أول إيجابيات استخدامها نقل الثقافات، ويتم ذلك عن طريق نشر كل دولة لفكرها وثقافتها وعلومها عبر الشبكة، حتى صار العالم أكثر انفتاحًا على بعضه.
كما اتسعت مساحة التواصل مع الأصدقاء والأقارب ومعرفة أخبارهم مهما فرّقت بينهم المسافات والبلدان، خصوصًا مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، التي كان لها دورٌ كبير على الصعيد السياسي، بالتحديد موقع فيسبوك، ودوره في الترويج للثورتين التونسية، والمصرية، إذ بلغت حينها نسبة المُطلعين على أحدث الأخبار عن طريق الشبكة الإلكترونية بديلًا عن وسائل الإعلام التلفزيونية 100%.
ولا يقتصر الأمر على الجانب السياسي، بل هناك بعض مواقع التواصل التي كان لها دور كبير في مُساعدة مديري الشركات في العثور على موظفين جُدد من أجل التوظيف، كموقع (لينكد إن – LinkedIn)، فالدراسات تُشير إلى أن 89% من عمليات التوظيف مؤخرًا تتم من خلاله، وتتم كذلك من خلال موقع (تويتر – Twitter) بنسبة 10%.
الفكرة من كتاب أثر شبكات الإنترنت على اتجاهات الشباب في عصر العولمة
على غِرار التغيُّرات السريعة الحادِثة في حاضِرنا، أصبح الاستخدام اليومي لشبكات الإنترنت أمرًا طبيعيًّا وغير مُستغرب تمامًا. تلك الشبكات التي ساعدت على إزالة الحواجِز بين بلاد العالم من شَرقها إلى غربها، بالإضافةِ إلى دورها أيضًا في إفساحِ الطريقِ للعولمة كي تغزو عالمنا العربي في شتى الجوانب وليس فقط في الجانب الاقتصادي، حتى صار العالم اليوم أشبه بقريةٍ صغيرة لا يفصلها عن بعضها شيء.
ما العولمة؟ وكيف ساعدت شبكات الإنترنت على انتشارها؟ حسنًا، دَعنا نعد إلى الوراءِ كي نفهم الأمر منذ البداية.
مؤلف كتاب أثر شبكات الإنترنت على اتجاهات الشباب في عصر العولمة
نرمين حسين السطالي: كاتِبةٌ مِصرية، كان حلمها الالتحاق بكُلية الطِب البشري، ولكن لإصابتها بمرض “العِظام الزُجاجية” قررت الالتحاق بكُلية الخدمة الاجتماعية بدلًا عنها. وعَمِلت بعد تخرُّجها منها اختصاصية اجتماعية في إحدى المدارس، ثم قررت أن تعمل بتأليف الكُتُب.
من مؤلفاتها:
سيكولوجية العنف وأثره على التنشئة الاجتماعية للأبناء.