سقوط حكم الأشراف.. وتمرد جديد
سقوط حكم الأشراف.. وتمرد جديد
سقطت الطائف وكانت مكة على وشك اللحاق بها، فازداد موقف المهزومين حرجًا ورأى وجهاء الحجاز أن تخلي الحسين عن الحكم قد يمهد الطريق لحل سلمي مع الملك عبد العزيز، فتنازل الحسين عن الحكم لابنه علي، وبويع عليٌّ في ربيع الأول سنة 1343هـ، وكان أول ما أدركه الحاكم الجديد أن الوضع في مكة ميؤوس منه فغادرها إلى جدة ليقوي دفاعاته فيها، ولم يبق لدى أهل مكة إلا التسليم، ففتحوا أبوابها للقوات السعودية فدخلتها.
ثم توجه أتباع الملك إلى المدينة المنورة فحاصروها حتى سلمت في جمادى الأولى سنة 1344هـ، واتجهوا إلى جدة فحاصروها وأطبقوا الحصار حتى غادرها أهلها وكبار موظفيها، فاضطر الملك علي إلى التسليم وغادرها في جمادى الآخرة سنة 1344هـ، وبذلك انتهى حكم الأشراف للحجاز.
بعد توحيد الحجاز سارع حاكم جازان الحسن الإدريسي إلى الحصول على الحماية السعودية خوفًا من الزحف اليمني على بلاده، فوقَّع اتفاقية مكة مع الملك عبد العزيز سنة 1345هـ وظلت العلاقات جيدة بين الطرفين، حتى أسند حاكم جازان إدارة البلاد إلى الملك عبد العزيز سنة 1349هـ.
غير أن الإدريسي تمرد بإيعاز من ملك الأردن عبد الله بن الحسين، لكن نجح الملك عبد العزيز في إخضاعه سنة 1351هـ ورجعت منطقة جازان إلى حكمه.
تجدر الإشارة إلى أن ملك الأردن أسهم أيضًا في تمرد حامد بن رفادة في شمال الحجاز سنة 1350هـ، لكن قوات الملك عبد العزيز حاصرت قواته في جبل شار سنة 1351هـ وأحدثت فيهم مقتلة عظيمة، انتهت تلك الحركة التمردية على إثرها.
الفكرة من كتاب تاريخ المملكة العربية السعودية: الجزء الثاني
في السابع عشر من جمادى الأولى سنة 1351هـ سُميت المملكة رسميًّا بالمملكة العربية السعودية، ليرتبط اسمها إلى الأبد باسم مؤسسيها من آل سعود الذين ناصروا دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ولعل أهم ما ميز دولة السعوديين هو ارتباطهم الشديد بالعقيدة والتزامهم بتعاليم الدين الحنيف.
يتحدث الكتاب عن جزء مهم من تاريخ المملكة وهو نشأة الدولة السعودية الثالثة على يد مؤسسها عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود، بداية بدخوله الرياض منتصرًا ثم سعيه إلى توحيد أقطارها من نجد إلى الحجاز إلى جازان، ولا يغفل الكتاب عن ذكر علاقة المملكة الجديدة بالقوى المحيطة بها.
مؤلف كتاب تاريخ المملكة العربية السعودية: الجزء الثاني
عبد الله الصالح العثيمين: مؤرخ سعودي وُلد عام 1355هـ الموافق 1936م في عنيزة بالمملكة العربية السعودية حيث تلقى تعليمه الأولي، وتخرج في قسم التاريخ بجامعة الملك سعود بالرياض، ثم حصل على الدكتوراه من جامعة أدنبرة سنة 1972م، وعمل في جامعة الملك سعود عضوًا في هيئة التدريس بقسم التاريخ، وأمضى شطرًا كبيرًا من حياته في السلك الأكاديمي حتى وافته المنية سنة 1437هـ الموافق 2016م وصلي عليه في مسجد الراجحي.
اهتم -رحمه الله- بالأدب والتاريخ وله فيهما عدة مؤلفات منها:
عودة الغائب.
نشأة إمارة آل رشيد.
دمشق وقصائد أخرى.
الشيخ محمد بن عبد الوهاب: حياته وفكره.