سقوط برلين وانتحار الفوهرر
سقوط برلين وانتحار الفوهرر
تساقطت المواقع الحصينة الأخيرة في برلين بأيدي الروس، وعلم هتلر بعدم قدوم طائرات الجنرال فون غريم، ولا قوات فينك، كما علم بإعدام حليفه الإيطالي موسوليني، وبحتمية الهزيمة، لكنه لم يفكر حينها حتى في الهرب، وأمر طبيبه بتجربة السم على كلبته بلوندي، ونجح السم في قتلها، وتجهز هتلر لطريقه الوحيد للخلاص، وهو الانتحار، وذلك في الوقت الذي اخترقت فيه القنابل والقذائف سقف طبقة الملجأ العليا، وها هو يصافح رفاقه واحدًا واحدًا ويوصي جوزيف غوبلز بالحرص على حرق جثته وجثة زوجته حرقًا تامًّا.
بالفعل تناول هتلر وزوجته إيفا براون السم، ثم قتلا أنفسهما بالرصاص، وتسلم كامبكا سائق هتلر الخاص الجثتين وأحرقهما، وبعد ذلك قرر غوبلز إرسال رسالة إلى المارشال جوكوف قائد الجيوش الروسية يُبلغه بموت هتلر ويطلب منه الهدنة والأمان للمقيمين في الملجأ، ولكن رفض الروس الهدنة وأصروا على استسلام الألمان دون شروط، فقرر غوبلز هو وزوجته وأولاده الستة اللحاق بقائدهم هتلر والانتحار.
أما عن باقي الموجودين كالجنرال موهنك والكابتن شفاغرمان فقد قررا الهروب من الملجأ واتجه الجميع إلى الغرب ولم ينج العديد منهم، بينما الجنرال كريبس والجنرال بورغدورف فلم يغادرا الملجأ وقررا الانتحار كذلك، وعن باقي الشخصيات كالجنرال هملر الذي أعلن هتلر خيانته فقد توجه إلى معتقل إنجليزي للأسرى على أمل التفاوض، لكنه انتحر بعدها، وحتى الجنرال فون غريم انتحر هو أيضًا.
أظهر الروس بعد ذلك شكًّا بأمر وفاة هتلر، وظنوا أنه قد يكون استطاع الهروب خارج ألمانيا إلى دول كإسبانيا والأرجنتين، ولكنهم وجدوا في قصر المستشارية بعد انتهاء الحرب فكَّ رجل تبين بعد ذلك أنه يعود إلى أدولف هتلر، كما وجدوا جثة نصف محروقة ثبت بعد ذلك أنها جثة جوزيف غوبلز.
الفكرة من كتاب عشرة أيام بين هتلر والموت
لم يكن هتلر بالرجل الاقتصادي، ولم يكن كذلك بالقائد العسكري، ولربما هذا ما جعل العالم والدول العظمى آنذاك لا تقدِّر نفوذه وفعله، حتى فعل ما فعله، لكنه كان سيد خطباء القرن العشرين كما وصفه الكاتب، وكم جهل العالم وقتها أن الخطابة هي أفتك سلاح بعد القنبلة الذرية، وكما شهد العالم تعاظم قوته، شهد أيضًا وصولها إلى الهاوية، فكيف كان وضع ذلك الرجل الذي احتاج العالم أن يتحد من أجل القضاء عليه في آخر عشرة أيام في حياته؟
مؤلف كتاب عشرة أيام بين هتلر والموت
ميكائيل موسمانو: كاتب وقاضٍ سياسي، عمل ضابطًا مساعدًا خلال الحرب العالمية الثانية، وشهد استسلام الألمان عام 1945م، ثم عمل قاضٍيًا في محكمة نورمبرغ، وهو أحد المحققين والقضاة في دعوى نورمبرغ التاريخية ومحاكمة القادة النازيين بعد الحرب، استطاع عن طريق الشهادات الخطية والشفهية لشخصيات كانت على اتصال مباشر بهتلر كقادته، وأمناء سرِّه ومرافقيه وخَدَمِه، وخلال تحقيقات استمرت لثلاث سنوات متواصلة، جمع المعلومات الدقيقة عن آخر عشرة أيام في حياة أدولف هتلر في هذا الكتاب الوحيد له.