سقوط القسطنطينية آخر معاقل البيزنطيين
سقوط القسطنطينية آخر معاقل البيزنطيين
مع عودة الدولة العثمانية إلى قوتها وتهديدها للقسطنطينية، حاول أباطرة بيزنطية التصدي لهذه التهديدات عن طريق التحالف مع اللاتين الصليبيين أعداء الأمس، ويُذكر أن بعض رجال الكنيسة البيزنطية قد رفضوا هذا التحالف وعلى رأسهم الدوق الأكبر لوقا نوتاراس الذي قال: “من الأفضل أن نرى عمامة الأتراك تحكم القسطنطينية على أن يحكمها تاج البابا”.
استطاع العثمانيون استعادة الأراضي التي فقدوها عام 1402م، ومع وصول السلطان الشاب محمد الثاني عام 1451م لم تقلق القوى الغربية لأنهم اعتبروه غير كفء، إلا أن محمد الثاني استعد لمهمته الكبرى ببناء قلعة روميلي للتهيئة لحصار القسطنطينية، كما جهز جيشه الذي امتلك مدافع قوية وأكبرها حجمًا ذلك المدفع الشهير الذي صبه مهندس هنغاري.
وقد حاول آخر قيصر بيزنطي قسطنطين الحادي عشر دراغاسيس الاستنجاد بالغرب، ولكن بلا جدوى لأن آخر حملة صليبية كانت قد هُزمت، فبدأ محمد الثاني الحصار في أبريل / نيسان 1453م وكانت الهجمات فاشلة في البداية إلا أن جيش الانكشارية قد انتهز اجتياز سور ضخم، وبالفعل استطاع العثمانيون إسقاط القسطنطينية، ومات آخر الأباطرة وهو يقاتل أحد المقربين منه، وسرعان ما أمر السلطان العثماني بوقف عمليات القتل والنهب، ودخل على نحو مهيب كنيسة آيا صوفيا، لتسقط بذلك الإمبراطورية البيزنطية، ومع قدوم عام 1460م احتل السلطان ميسترا وطرابزون بعدها، ليكون بذلك قد أتم ضم آخر الأراضي اليونانية.
الفكرة من كتاب تاريخ بيزنطية
في يومٍ من الأيام ظهرت إمبراطورية شامخة كانت هي أقوى البلاد على وجه الأرض، وما بين صعودٍ وهبوط لا تُنكر الحضارات بعدها أنها نهلت منها العلوم والنظم الإدارية والمالية، وهي كذلك التي أضحت يومًا ما رأس الاضطهاد لمن كان على نفس دينها، ولم يسلم من شرِّها من جاورها شرقًا وغربًا حتى سقطت على يد شاب لم تأخذه على محمل الجد، يتحدث هذا الكتاب عن تاريخ الإمبراطورية البيزنطية منذ نشأتها وحتى سقوطها على يد السلطان العثماني محمد الفاتح.
مؤلف كتاب تاريخ بيزنطية
جان-كلود شينيه Jean-Claude Cheynet: باحث فرنسي وأستاذ في التاريخ البيزنطي في جامعة باريس السوربون منذ عام 1995م، كما عمل مديرًا لمركز الأبحاث فيما يخص تاريخ الحضارة البيزنطية بالمركز الوطني للبحث العلمي بفرنسا.
من أهم مؤلفاته:
أباطرة القسطنطينية.
السلطة والاحتجاجات في بيزنطية.
الأرستقراطية البيزنطية ووظيفتها العسكرية.