سراب السعادة
سراب السعادة
نحن نسعى في الحياة إلى الوصول إلى السعادة بشتى الطرق الممكنة، ولكن المحزن أن أغلب السعي يكون في الاتجاه الخطأ، فالكثيرون يظنون أن تحقق السعادة نِتاج لما يمكن للمرء أن يحققه من متع ومباهج، وكم تَذوق من شهوات، والواقع أن السعادة تتحقق بمقدار الألم الذي يصيب المرء، فكلما كان شقاءُ المرء أقل كانت سعادته أكبر، وقد أوضح الكاتب مشيرًا إلى هذا واصفًا المتع بأنها سالبة والألم موجب، فأمور الحياة لو كانت تسير على نحوٍ جيد غير أن هناك أمرًا بسيطًا جدًّا أحدث خللًا في سيرها الطبيعي، فإنه يعكر صفو الحياة كاملةً، فيشعر الفرد بالحزن متغافلًا عن السعادة التي لاقاها في السنوات الماضية.
فمطاردة المتع والشهوات أمر لا ينتهي ويسبب الإحباط والخيبة وهذا يجعل المرء أكثر تعاسة، فحتى لو عاش الإنسان أطول مدة ممكنة فإنه لن يبلغ ما يطمح إليه من إنجازات، فالتخلي عن بعض المتع والرضى يمكِّننا من تجنب الألم ويجعلنا أكثر سعادة.
وإن كنت تريد أن تعرف إن كنت سعيدًا أم لا فابحث عما يفرحك ويحزنك، فكلما كان هذا الأمر مرتبطًا بذاتك دون الآخرين جعلك في منأًى عن البحث عن مهيج أو مثير خارجي.
والمتفطن يعلم أن الصحة هي العامل الأكبر للسعادة، إذ تمثل تسعة أعشارها ولا تتحقق إلا بالحركة الخارجية -الرياضة- التي تنمي قدرات الجسم وتوسع مهاراته، متناغمة مع حالة الحركة الداخلية لأعضائه، كما أن الحَمِيَّة الاجتماعية تَكفُل للمرء صحة نفسية وعقلية مفادها راحة البال والطمأنينة.
ومن منغصات السعادة انشغالنا بالمستقبل والتحسر على الماضي، فنخسر بهذا العناية باللحظة والتمتع بها، فمن كان راغبًا في السعادة عليه أن يعامل كل يوم كأنه “حياة جديدة” ولا ينشغل بما فات أو ما هو آتٍ.
الفكرة من كتاب فن العيش الحكيم: تأملات في الحياة والناس
إن الحياة محكومة بقواعد أساسية كلما فطن الإنسان إليها استطاع العيش بسلام، ومن هنا سطر الفيلسوف شوبنهاور تلك القواعد في كتابه وأظهر مدى علاقتها بسعادة الإنسان وإلى أي مدًى يمكن أن تؤثر فيه، وسبل التعامل الأفضل مع الآخرين، وما يُعكر صفو حياته ويسبب الحزن له، وكيف أن السعادة والمكاسب المتحصلة خلال الحياة تختلف باختلاف المرحلة العمرية، وأي المراحل -الشباب أم الشيخوخة- تكون أفضل له.
فإن كنت ترى أن أحد هذه التساؤلات يهمك وتريد معرفته، فدعنا نأخذك للإجابة عنها بين طيات الكتاب.
مؤلف كتاب فن العيش الحكيم: تأملات في الحياة والناس
آرثر شوبنهاور : فيلسوف وناقد ألماني عُرف بفلسفته التشاؤمية عن الحياة إذ إنه يراها شرًّا مطلقًا، ويُعَدُّ أشهر مؤلفاته كتاب “العالم فكر وإرادة”، الذي سطر فيه فلسفته التي تربط بين العلاقة بالإرادة والعقل، فيرى العقل أداة بيد الإرادة وتابعًا لها.
ألَّف عددًا من الكُتب والأبحاث تجاوزت 36 كتابًا، منها:
فن أن تكون على صواب.
الأمثال عن الحكمة في الحياة.
العالم المتصور.
معلومات عن المُترجم:
عبد الله زارو: مترجم وكاتب مغربي الجنسية، مهتم بالشؤون المجتمعية الريفية، وقد ترجم عددًا من الكُتب، ومنها:
في الحل والترحال: عن أشكال التيه المعاصر.
مزايا العقل الحساس: دفاع عن سوسيولوجيا تفاعلية.
جغرافيا جبل نفوسة: دراسة ميدانية في الجغرافيا الطبيعية والمدنية.