سجين داخل جسده
سجين داخل جسده
عند بداية المراهقة تبدأ علامات النضوج الجنسي في الظهور على الإناث والذكور، والمشكلة أننا أحيانًا نجد أن بعض الشباب يشتكي من الشعور أنه داخل جسد غريب، وأنه يكره نوعه، ويميل أن يكون من النوع المقابل، وهذا يسمى اضطرابًا في الهوية الجنسية، وله عدة صور، منها: اللاجنسي: وفيه مثلًا تكون رغبة الشاب في التحول إلى أنثى غير مبنية على رغبة جنسية، أي أنه يشعر من داخله أنه أنثى ولكنه لا يشتهي أي رجل كما هو متوقع، ولا حتى يشتهي الإناث لأنه يشعر أنه منهم، والنوع الثاني هو المثلية الجنسية: وهذا تفسيره غير المتعارف عليه أن هذا الشاب يشعر في قرارة نفسه أنه أنثى وبالتالي هذه الأنثى تميل إلى ذكر ما، إذن فالمثلية الجنسية ليست ميلًا إلى نفس النوع ولكنها تبدو هكذا ظاهريًّا فقط، أما في باطنها فهي أنثى في جسد رجل تميل إلى رجل آخر، وهذه الأنثى المحبوسة في هذا الجسد تريد الخروج وتريد التخلي عن جسد الرجل، لتمارس فطرتها الطبيعية في انجذاب الأنثى إلى ذكر، والنوع الثالث عكس الثاني تمامًا فتجد الشخص ذكرًا من الخارج ويميل إلى أنثى رغم أنه أنثى من الداخل، وهذا ما يثير حيرة الأطباء، والمشكلة الأكبر تكون في الأسرة الحزينة الضعيفة التي ترفض الاقتناع بأي شيء، وترفض مساعدة الابن الذي يكون في صراع نفسي كبير، ولكنهم يصعب عليهم تصديق الأمر بأكمله، وأول حل هو زيارة الطبيب النفسي الذي سيؤكد إن كان هناك مشكلة فعلًا أم لا، وبعدها يكون على الأهل تصديق أن ابنهم مريض وليس منحرفًا ولا شاذًّا، هو فقط يحتاج إلى علاج نفسي لمدة طويلة، ومن ثم علاج بالهرمونات والجراحة، ثم المتابعة.
الفكرة من كتاب من أنا؟ من أنت؟ من هو؟
الكثيرون حولنا يعانون مشاكل نفسية عميقة، وفي بعض الأحيان قد تصل بهم هذه المشاكل إلى إيذاء الآخرين، أو حتى إيذاء أنفسهم، وقد ينحدر الأمر ويصل إلى الانتحار، ورغم أن هذا المرض النفسي يكون جحيمًا على صاحبه، فإن هناك عذابًا أكبر عليه وهو عدم التقدير من المحيطين به، فمعظم الناس يتعاملون مع الأمراض المرئية فقط، أما المرض النفسي فهو شيء غير مفهوم للكثيرين ولا يمكنهم استيعابه مثل الكسور أو الجروح، ولا نريد بهذا الكلام اتهامًا أو ظلمًا للناس، فأغلب الناس يجدون صعوبة في فهم المعلومات الطبية الصحيحة المتعلقة بالنفس البشرية بطريقة سهلة وبسيطة.
وفي هذا الكتاب يحاول الكاتب أن يبسِّط لنا المواضيع العلمية ويتحدث عنها من وجهة نظر فلسفية؛ بحيث تصل إلى جميع المستويات الثقافية وليس التخصصية فقط.
مؤلف كتاب من أنا؟ من أنت؟ من هو؟
الدكتور عادل صادق عبدالله عامر، هو طبيب نفسي مصري ولد في التاسع من أكتوبر 1943، حصل على دكتوراه في الأمراض العصبية والنفسية، وحصل على زمالة الكلية الملكية بلندن، وزمالة الجمعية الأمريكية للطب النفسي، شغل منصب الأمين العام لاتحاد الأطباء النفسيين العرب، ورأس تحرير مجلة الجديد في الطب النفسي، وكتب العديد من المقالات لصحيفة الأهرام.
توفي في 14 سبتمبر 2004، عن عمر يناهز الستين، بعد أن ترك لنا إرثًا من روائع كتاباته، فله أربعة كتب باللغة الإنجليزية، وثلاثون كتابًا باللغة العربية، منها: “العشق”، و”كيف تصبح عظيما؟”، و”الغيرة والخيانة”، و”متاعب الزواج”، و”كيف تنجح في الحياة؟”، و”الألم النفسي والألم العضوي”، و”الطلاق ليس حلًّا”، و”مباريات سيكولوجية”، و”أزواج وزوجات أمام الطبيب النفسي”.